طالبت الحكومة الفرنسية، اليوم الخميس، حركة "السترات الصفراء" إلى عدم التظاهر بعد غد السبت، في أعقاب الهجوم الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ؛ وأوقع 3 قتلى وعددا من المصابين بعضهم في حالة خطرة، فيما تواصل الشرطة ولليوم الثاني البحث عن منفذ الهجوم. ودعت الشرطة الفرنسية كل من لديه معلومات لإبلاغها عن "شريف شيكات"، صاحب السوابق المعروف لدى السلطات، الذي أطلق النار على السوق موقعا ثلاثة قتلى و12 جريحا. وجاء في بلاغ الشرطة "انتباه، شخص خطر، لا تتدخلوا بأنفسكم"، ووصفت الشخص المطارد بأنه رجل يبلغ طوله متر و80 سنتم "بشرته داكنة" و"بنيته عادية" مع "علامة على الجبهة"، مضيفة أن على كل شخص يملك "معلومات تتيح تحديد مكانه" الاتصال برقم 197 المخصص للغرض. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو لقناة "فرانس 24" إن "ما نطلبه منكم هو التعقل السبت، وعدم الذهاب إلى التظاهر"، وأضاف: "في هذه المرحلة، لم نقرر حظر التظاهرات التي تجري السبت في جميع أنحاء فرنسا، لكن ليس من الحكمة التظاهر، نظرا للتعبئة الكبيرة لقوات الشرطة في عمليات التحقيق والبحث الجارية بعد هجوم ستراسبورغ الثلاثاء". وجاءت تصريحات غريفو بالتزامن مع توجيه متحدثين عن "السترات الصفراء"، وسياسيين فرنسيين اتهامات للحكومة بافتعال هجوم ستراسبورغ لإخماد الحراك الاحتجاجي. واتهم رئيس حزب "انهضي فرنسا" نيكولا دوبون آينيون، الحكومة باستخدام هجوم ستراسبورغ "لإسكات (محتجي) السترات الصفراء". وحث آينيون في مقابلة تلفزيونية لقناة "لاشين إنفو" الفرنسية، محتجي "السترات الصفراء" على الاستمرار في تظاهراتهم، السبت، شرط أن تكون بعيدة عن العاصمة باريس. وتابع بالقول: "قلت دائما لمحتجي السترات الصفراء حتى قبل الهجوم (في ستراسبورغ)، تجنبوا التظاهر في باريس، وابقوا في الضواحي الهادئة السلمية". وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الشرطة الفرنسية أنها تحاول إلقاء القبض على منفذ هجوم ستراسبوغ، سواء كان حيا أو ميتا. وأعلن المدعي العام الفرنسي ريمي هيتز، أن منفذ الهجوم تمكن من الفرار قبل أن يغادر على متن سيارة أجرة. ويأتي اعتداء ستراسبورغ في وقت تشهد فيه فرنسا أزمة اجتماعية خانقة، حيث تتواصل الاحتجاجات المطالبة بتحسين القدرة الشرائية للسكان، منذ 17 نوفمبر الماضي. ولم تفلح التدابير الاجتماعية التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إخماد غضب المحتجين الذين توسع نطاق مطالبهم حد المناداة برحيل الرئيس.