أكد سيريش كومار، الخبير الهندي في القضايا الإفريقية، أن دعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحوار مع الجزائر "مبادرة حكيمة وصادقة" على أمل تجاوز الخلافات بين البلدين، والتمكن من توجيه الجهود نحو التحديات الرئيسية سواء على صعيد المنطقة المغاربية أو القارة الإفريقية. واعتبر كومار، أن " هذا الحوار المقترح بنية حسنة من شأنه أن يؤدي إلى إرساء تعاون ثنائي حقيقي وإبراز الإمكانات التي تتوفر عليها المنطقة المغاربية"، مضيفا أن هذا التقارب "سيمكن بلدان المنطقة من تشكيل جبهة موحدة ضد التهديد الإرهابي، وإرساء آليات التجارة الإقليمية وتجميع الكفاءات من أجل التنمية المشتركة". وأبرز أن مثل هذا التقارب سيمكن أيضا من تحقيق ترابط أكثر فعالية بين المغرب العربي والاتحاد الإفريقي، وهي دينامية ستمتد لتشمل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف كومار، وهو أستاذ باحث ورئيس قسم الدراسات الإفريقية في جامعة دلهي، ان " مبادرة جلالة الملك بإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار هي دعوة صادقة موجهة إلى الجزائر للانضمام إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي والإقليمي". وأبرز الخبير الهندي أن هذه الآلية السياسية المشتركة للحوار والتشاور تمثل السبيل الوحيد لكلا البلدين الجارين في أفق الانخراط في عملية سياسية مشتركة تروم تعزيز وحدة المنطقة. وقال إنه "بمد اليد رسميا إلى الجزائر في خطابه الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء، يؤكد جلالة الملك محمد السادس، على الإرادة الثابتة للمغرب لتحقيق الوحدة والالتزام الراسخ من أجل السلم، والاستقرار، والازدهار للقارة بأكملها ". وذكر بأن الخلافات الطويلة الأمد بين إثيوبيا وإيريتريا تم حلها فقط من خلال آلية سياسية مشتركة أنشأها البلدان. وأكد كومار انه " حان الوقت بالنسبة للمغرب والجزائر لبدء حوار صريح وموضوعي، مطبوع بالصدق والتوافق من أجل وضع أجندة للمستقبل. كما أنه آن الأوان لإعادة التواصل بين شعبي البلدين اللذين تربطهما أواصر الدم والتاريخ ". وخلص الخبير الهندي إلى القول بأن الخطاب الملكي وضع خارطة طريق لحل قضية الصحراء ،وحدد الطريق الأمثل من أجل المضي قدما عبر الحوار بهدف إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع الذي طال أمده.