اعتبر المحلل السياسي مصطفى السحيمي، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، يعتبر بمثابة "يد ممدودة" إلى الجزائر من أجل تجاوز تعثر العلاقات بين البلدين. وأوضح السيد السحيمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك أراد في خطابه السامي "إبراز اليد الأخوية الممدودة في اتجاه الجزائر"، مسجلا تذكير جلالته بأنه "طالب منذ توليه العرش منذ 19 سنة، بصدق وحسن نية، بتطبيع العلاقات الثنائية". وأضاف المحلل السياسي أن جلالة الملك جدد اليوم تأكيد هذا الموقف بدعوته إلى حوار مباشر وصريح مع هذا البلد الشقيق، وذلك من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. وسجل بأن جلالة الملك اتخذ مبادرة ملموسة في هذا الصدد، وهي إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها.
وقال السحيمي بأن المغرب منفتح في هذا السياق على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود، معتبرا أن مهمة هذا الإطار السياسي والمؤسسي الجديد تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا الثنائية، وفي جميع المجالات وبأجندة مفتوحة.
وبالنسبة للسحيمي، يمكن لهذه الآلية أن تكون في صلب تطبيع العلاقات، وأن تشكل إطارا للاقتراح والدفع بتعاون موسع في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية، كما بوسعها أن تساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي قصد رفع التحديات، سواء الإقليمية والدولية، أو تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتدبير تدفقات المهاجرين.
ويرى المحلل السياسي، أن جلالة الملك يعتبر تعزيز الثقة والتضامن وحسن الجوار أمرا أساسيا بالنسبة للمغرب، مسجلا أن هذه الرؤية تجد لها صدى في القارة، حيث استعاد المغرب مكانته ضمن أسرته المؤسسية. وذكر بأن المغرب يعمل جاهدا على إرساء شراكات اقتصادية ناجعة، ذات منفعة متبادلة، سواء مع البلدان الإفريقية أو التكتلات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي.
واعتبر السحيمي أنه، على الرغم من ديبلوماسيته المفتوحة والمسؤولة، لن يقبل المغرب أي مس بوحدته الترابية، مضيفا أن هذه الرسالة الحازمة "سوف تؤخذ حتما بعين الاعتبار في المنطقة وغيرها، وكذلك من طرف الهيئات الدولية".