أعلنت وزارة الثقافة أن فريقا من الباحثين المغاربة والأجانب اكتشف أداة مصنوعة من العظام يعود تاريخها إلى 90 ألف سنة تم العثور عليها بمغارة دار السلطان 1 بالرباط. وحسب نفس ذات البلاغ فإن هذه الأداة العظمية هي من بين أقدم الأدوات المتخصصة التي استعملها الإنسان في تلك الحقبة لعدة أغراض ووفق دراسة نشرت اليوم بالمجلة الأمريكيةPlos One ، حيث اختلف صنعها عن القطع الأثرية من نفس العمر التي تم اكتشافها بشرق و جنوب إفريقيا. وتم هذا الاكتشاف بموقع دار السلطان 1، جنوب مدينة الرباط و الواقع على بعد حوالي 260 متراً من الساحل الأطلسي المغربي. و بعد دراسة مستفيضة عن طريق المجهر الماسح الإلكتروني و التصوير الشعاعي الطبقي يضيف بلاغ وزارة الثقافة، استطاع الفريق العلمي الذي يشرف عليه عبد الجليل بوزوكار، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، من التوصل إلى أن الأداة تم صنعها من أضلع أحد الثدييات الكبيرة، و تم صقلها وشحذها لتأخذ شكل سكين طوله لا يتعدى 13 سم من خلال سلسلة معقدة من التعديلات. و تم تأريخ الطبقة التي تحتوي على هذه الأداة ب 90 ألف سنة. و تجدر الإشارة أن المجموعات البشرية التي استقرت بموقع دار سلطان 1 خلال تلك الحقبة تسمى العاتيرية، وكان بمقدورها صنع أدوات أخرى بطرق معقدة و بمهارة عالية. ويشير هذا الاكتشاف إلى ظهور هذه التقنيات بشمال إفريقيا بحوالي 45 ألف سنة قبل المجموعات البشرية لإنسان "لنياندرتال" بأوروبا. و يقدم هذا الاكتشاف معطيات جديدة عن الإدراك البشري، كما يبين أن هذا النوع من الأدوات ظهر على الأرجح لاستغلال الموارد البحرية استجابة للتغيرات في النظام الغذائي للإنسان خلال تلك الفترة المقدر تاريخها ب 90 ألف سنة.