إهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بقضية المتقاعدين والمطرودين من الجيش الجزائري، والحرب التي سادت خلال الأيام الأخيرة ببلدة حوش المخفي التابعة لبلدية أولاد هداج الواقعة بولاية بومرداس، حيث وقعت اصطدامات بين متقاعدي الجيش وعناصر الدرك. وكتبت صحيفة (الوطن) أن مشكل المتقاعدين والمطرودين من الجيش يسمم منذ سنوات حياة المواطن العادي، عوض أن يزعج مسؤولين يتقاضون رواتب عالية من أجل تدبير شؤون المواطنين. واعتبرت أنه "إذا كان اللجوء إلى القمع أصبح يمثل أول رد فعل لأصحاب القرار، لأنهم عاجزين عن إيجاد حلول وبدرجة أقل استباق المشاكل، فإن الأمر يصبح خطيرا حينما يدخل أفراد نفس الجهاز في اصطدامات". وكشفت الصحيفة أنه "ليس هناك مجال للمقارنة مع قمع الأطباء أو المدرسين، الذي يبقى مع ذلك راسخا في ذاكرة الجزائريين المصابة بالصدمة. فالخطر كبير على نفسية قوات تحظى بتقدير كبير داخل كافة جيوش العالم". وأضافت أنه في المحصلة، تشعر الساكنة الجزائرية أنها تشكل كيانا مهملا ومحتقرا، بما أن أنها محرومة حتى من أبسط حقوقها في التنقل، مهما كانت الحاجة لذلك ملحة. من جهتها، عبرت صحيفة (ألجيري باتريوتيك) عن أسفها إزاء أجواء الحرب التي سادت خلال الأيام الأخيرة ببلدة حوش المخفي التابعة لبلدية أولاد هداج الواقعة بولاية بومرداس، حيث وقعت اصطدامات بين متقاعدي الجيش وعناصر الدرك. وكشفت الصحيفة أن المدينة الصغيرة كانت شبه محاصرة أمس، علما بأنه تم نشر المئات من عناصر الدرك لتفريق أعضاء تنسيقية متقاعدي ومعطوبي والمشطوب عليهم من الجيش الوطني الذين تعبؤوا بالآلاف وتجمعوا في حوش المخفي منذ يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يتم طردهم بشكل عنيف. وأوضحت أن ما يلفت الانتباه مباشرة هو ذلك الانتشار المرعب لفرق مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني التي كان عناصرها على أهبة التدخل، حيث انتشروا في كل مكان. من جانبها، كتبت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) الالكترونية أن ملف متقاعدي الجيش جد معقد، على اعتبار أن الأمر لا يتعلق بفئة واحدة بمطالب واضحة، مسجلة أن الأمر يتعلق بعسكريين قدماء ومتعاقدين سابقين ومعطوبين ومطرودين من صفوف الجيش، والذين يرفعون مطالب اجتماعية بدءا بالزيادة في معاش التقاعد إلى التكفل الصحي، مرورا بتسهيلات للولوج إلى مناصب الشغل والسكن.