تفرض إدارة مستشفى بوفاريك بالجزائر، منذ أول إعلان لوزارة الصحة عن وجود إصابات بوباء الكوليرا، إجراءات حراسة مشددة على مستوى مصلحة الأمراض المعدية التي لا تزال لحد الساعة تعزل 91 مشتبها فيه، و ذلك تأكيدا على تدابير العزل المقرّرة من قبل المستشفى منعا لهروب المرضى. أبواب موصدة باقفال كبيرة، تقول جريدة " TSAعربي" التي أوردت الخبر اليوم، وأعوان أمن وحراسة تمنع أقارب المعزولين من الوصول إليهم،عناصر للشرطة والدرك جاهزة في حال أي تدخل عنيف ضد الطواقم الطبية، أو أي محاولات للهرب خارج المستشفى. ويضيف ذات الموقع، أن هذه المحاولات تؤكدها الطواقم الطبية، إلا أن مدير المستشفى رضا دغبوش، نفى ما تداولته بعض الجهات الإعلامية عن هروب عدد من المرضى الذين كانوا معزولين في مستشفى بوفاريك، مؤكدا بأن مصالحه لم تسجل أي حالة هروب بين المرضى وذلك بسبب الحراسة المشددة المفروضة عليهم. وأكد ذات المسؤول، في تصريح لTSAعربي، بأن حالات الهرب تسجل عادة على مستوى مصلحة "الفحوص" أي قبل دخول أقسام الأمراض المعدية، حيث يرفض بعض الأشخاص أمر الدخول إلى المستشفى، وهو ما يتم التصدي له عن طريق الإستعانة بالقوات العمومية (الشرطة) التي تقوم بضبط وإحضار المريض المشتبه فيه من بيته بالقوة في حالة الرفض. وهو ما حدث فعلا مع أحد الأشخاص من البليدة ، يضيف ذات المسؤول . ومنذ اعلان أول حالة مؤكدة، يظيف ذات المسؤول، فان مستشفى بوفاريك اتخذ جملة من الاجراءات الصارمة في عزل المرضى، من خلال إغلاق الأبواب ومنع كل الزيارات، مؤكدا أن إدارة المستشفى واعية بحجم الخطر الذي قد يسببه هروب المرضى وهو ما جعلها لا تتساهل في الأمر أيا كانت الأسباب والنتائج. حراسة مشددة على المعزولين ومحاولات الهرب لا تتوقف وفي جولة قادت طاقم الموقع الالكتروني الجزائري عبر مختلف أقسام مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى بوفاريك لاستقصاء الأمر أكثر، وجد أن كل الأقسام مغلقة بأبواب حديدة وعلى كل باب يوجد حارس أو اثنين بشكل لا يمكن معه الهرب أو حتى المحاولة، ما عدا قسم المستعجلات التابع لذات المصلحة والذي لايزال يشهد ضغطا كبيرا بسبب عدد المرضى المتوافدين عليه من خارج المستشفى، واغلبهم قصدوا المستشفى خوفا من وباء الكوليرا. وذلك حسب ما تم رصده أمام باب المستعجلات حيث تواجد عشرات الحالات التي تعاني من الأعراض المشابهة للكوليرا على غرار الاسهال والغثيان والقيء المستمر. وأكدت إحدى المريضات المحجوزات داخل قسم الأمراض المعدية، عدم تمكنها من الخروج، بعد تماثلها للشفاء التام، أمام الحراسة المشددة النساء المريضات، و بشكل اكبر على الحالات التي تأكدت إصابتهم للكوليرا. في المقابل امتعضت تلك النساء من التأخر الكبير لصدور التحاليل من معهد باستور، مؤكدين بان أغلبيتهم تتواجدن في حالة صحية جيدة وترغبن في مغادرة المستشفى ولو سمحت لهن الفرصة للهرب لما ترددن في ذلك. وأكدن بان عدد الحالات التي يتم اخراجها يوميا قليل جدا. تسريح 81 حالة و 91 حالة تنتظر نتائج معهد باستور وكشف مدير المستشفى آخر الارقام المسجلة الى غاية، أمس الأربعاء 29 غشت، حيث أكد أن مستشفى بوفاريك استقبل الى غاية أمس 178 حالة مشتبه فيها من عدة ولايات، منها 134 من البليدة وهي النسبة الاكبر، و 16 حالة من البلديات القريبة من البليدة على غرار الدرارية والسحاولة وولاد منديل، و20 حالة من تيبازة ، فيما تتواجد حالتين من ولاية عين الدفلى من بينها الفتاة التي توفيت أول أمس. وأضاف ذات المسؤول وجود 18 حالة ايجابية داخل المستشفى، فيما اثبتت نتائج تحاليل معهد باستور 42 حالة سلبية، بينما تم تسريح 81 حالة، فيما تنتظر 91 نتائج التحليل وهم يتواجدون في حالة جيدة ما عدا أربعة حالات توفيت منهم فتاة من عين الدفلى أول امس، بينما تم اخراج الحالات الثلاثة المتبقية من قسم الانعاش وهم يخضعون حاليا للمتابعة الطبية المشددة خاصة وانهم يقومون بعمليات تصفية الدم بعدما تضررت اجسامهم من كميات الماء الكبيرة التي فقدوها.