اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، بتدبير بنك الجزائر لتراجع سعر صرف الدينار، حيث كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن البنك حاول وضع حد لسلسة من الانتقادات حول تدبيره لسعر صرف الدينار، مستبعدا أي فرضية لخفض قيمته. وعلقت الصحيفة بأن العملة الوطنية تواصل تقهقرها منذ سنة 2014 في سياق انهيار سعر النفط إلى الحد الذي سجلت معه انخفاضات تاريخية حادة أمام العملات الصعبة. وذكرت الصحيفة، استنادا لتصريحات مسؤولي البنك المركزي، أن "الأمر لا يتعلق مطلقا بخفض قيمة الدينار، بقدر ما يتعلق بتعديل لسعر صرفه ليستجيب لتقلبات الأسواق الدولية لصرف العملات المرجعية". وأوضحت أن سعر صرف الدينار يحدد أيضا وفق مقومات الاقتصاد الوطني، التي تكمن في فارق الإنتاجية وفارق التضخم بين الاقتصاد الوطني والدول الشريكة، ودرجة انفتاح الاقتصاد وسعر البترول والنفقات العمومية. من جهتها، كتبت صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) أن سعر صرف الدينار أمام العملتين الرئيسيتين، الأورو والدولار، شهد تقلبات متنوعة خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2018. وأضافت الصحيفة، استنادا لبنك الجزائر، أن سعر البترول خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2018، وتطور أسعار صرف الدينار، في المتوسط الشهري، أمام الأورو والدولار، "يعكس بشكل عام تطور سعر صرف الأورو أمام الدولار في الأسواق الدولية". وذكرت بأنه في مارس الماضي كان دولار واحد يساوي 07ر114 دينار، وأورو واحد يعادل 18ر140 دينار جزائري، في حين أنه، وبحسب بنك الجزائر، كان الدولار يساوي، في 16 غشت الجاري، 11ر119 دينار جزائري، والأورو يساوي 55ر135 دينار جزائري. من جانبها، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن بنك الجزائر، مدفوعا بانخفاض أسعار النفط وانهيار أساسيات الاقتصاد الذي نجم عن ذلك، منذ منتصف سنة 2014، لجأ في أغلب الأحيان، ومنذ بداية الأزمة، إلى بعض "التلاعبات" بسعر صرف الدينار، قصد دعم هشاشة التوازنات الخارجية للبلاد. وأضافت الصحيفة أن السياسة الحالية لتدبير سعر صرف الدينار، التي يرى البعض أنه لا محيد عنها والمدمرة بالنسبة للبعض الآخر، أدت في جميع الأحوال إلى تآكل كبير جدا للقدرة الشرائية. ويتعلق الأمر، بحسب الصحيفة، بحالة ما فتئت تثير، في الوقت نفسه، أسف الخواص والفاعلين الاقتصاديين، الذين ارتفعت تكاليف إنتاجهم بسبب خفض قيمة العملة الوطنية أمام العملات الرئيسية. وتساءلت الصحيفة عن المستوى الذي سيبلغه تخفيض العملة الوطنية، علما بأنه على مستوى السوق الموازية، النشيطة جدا، أصبحت أسعار صرف العملات الرئيسية أمام الدينار مبالغا فيها أكثر فأكثر.