لفت انتباه المتتبعين أن يكون من بين الشخصيات التي حظيت باستقبال جلالة الملك محمد السادس اليوم الاثنين بقصر مرشان بمناسبة عيد العرش المجيد، أن يكون من بينهم عائشة الخطابي، كريمة بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي. صورة معبرة بشكل رهيب. الملك محمد السادس حفيد الملك محمد الخامس بطل الوحدة والتحرير يستقبل كريمة المجاهد بن عبد الكريم قائد ثورة الريف ضد الاستعمار الإسباني، الذي لم يكن في يوم من الأيام انفصاليا كما يحاول بعض المرتزقة الإيحاء بذلك. كريمة المجاهد الخطابي كانت مسرورة بالاستقبال. وهي بكل هاته الرمزية التي تحمل شخصية والدها تقول إن ساكنة المنطقة تستوعب الجهود التي يبذلها صاحب الجلالة من أجل النهوض بالأوضاع المعيشية للساكنة. بمعنى أنه لا قيمة للبعض الذين لا يريدون استيعاب هذه المعطيات. وقالت عائشة إن "الحب الذي طالما كنت أكنه لجلالة الملك قد زاد اليوم"، مذكرة بأن جلالته وفور اعتلائه العرش "اتصل بنا هاتفيا وأخبرنا بأنه سيخص مدينة الحسيمة بأول زيارة، وبأن جلالته سيزور منطقة الريف، حيث قدمت أنا وشقيقي سعيد الخطابي من مصر لاستقبال جلالته آنذاك". لحظة تختزل كل رموز وحدة الوطن. لحظة تختزل التاريخ والجغرافية وتقول إنه لا مكان في هذا الوطن لغير الوحدويين. وكل من يسعى بسوء لتدمير البلاد ستلفظه وأن الاختلاف لا يفرق بين المغاربة مهما كانت توجهاتهم، لكن الاختلاف ليس مدعاة للفرقة كما يريدها بعض المغرضين. عرفت علاقة الريف بالمؤسسات وبالدولة نوعا من سوء الفهم الناتج عن تداعيات بدايات الاستقلال، التي عرفت توترات كثيرة، ومع وصول جلالة الملك محمد السادس إلى العرش وضع نصب عينيه حل قضيتين، الأولى تتعلق بالأمازيغية، التي حسمها في خطاب أجدير وتم تتويجها بالتنصيص على أن هذه اللغة لغة مغربية رسمية إلى جانب العربية، ناهيك عن مجموعة من المنجزات، والثانية تتعلق بالريف ومعالجة سوء الفهم، ولهذا أولى جلالته اهتماما كبيرا للمنطقة، تم تتويجها بمشروع الحسيمة منارة المتوسط، التي عرفت بعض التعثرات عالجها جلالته بالزلزال السياسي. فاللقاء يحمل الكثير من الأبعاد الرمزية، التي توحي بالاهتمام الملكي بمنطقة الريف والعناية التي يوليها للمنطقة، والتي تتجسد في عديد المشاريع الكبرى التي يشرف عليها جلالته بنفسه.