ألِف المغاربة السماع أن ابناء الوزراء والمسؤولين، في الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال، يتابعون دراستهم في الخارج بعيدا عن هموم المدرسة الوطنية العمومية التي لم تفتأ تغرق في مستنقع الازمات التي كانت سياسة هذه الحكومات سببا في تفشيها وتعميقها. ودأب أهل فاس على إرسال ابنائهم إلى كندا وفرنسا وامريكا وباقي الدول الغربية بالنظر إلى اسلوب عيشهم الذي يحاول محاكاة نظيره في الغرب، وبعد التخرج يرجع الابناء لشغل مناصب مهمة بأكثر الادارات والمؤسسات المعروفة في الدولة.
كما ان ابناء أحزاب اليسار ومناضليها كانوا يتوجهون صوب الاتحاد السوفياتي سابقا وباقي دول المعسكر الشرقي الذي باد بعد انهيار جدار برلين، وذلك للعودة بدبلومات في بعض الشعب العلمية بالخصوص والإطلاع على التجربة الاشتراكية في هذه البلدان، وذلك سعيا لربط "النظرية بالممارسة" كما تقول بذلك النظرية العلمية..
ولا تختلف الحكومة الملتحية الحالية عن سابقاتها إذ ان إخوان بنكيران وجدوا في "الاستانة" ملاذا لهم ولأبنائهم، حيث يتم ارسالهم إلى تركيا، حتى لا تفسد أخلاقهم، لتلقي العلم والتبرك بتجربة العدالة والتنمية، ذي المصباح الكهربائي، الذي كان يريد إعادة الخلافة العثمانية إلى بلاد "اتاتورك"، قبل ان يكتفي بإصلاح ما يمكن إصلاحه، واحترام مبادئ العلمانية التي ترسخت في المجتمع، وذلك بعد تجربة تقليم الاظافر التي قام بها العسكر لحزب الفضيلة وقبله حزب الرفاه الاسلامي بقيادة نجم الدين اربكان.
المثير في هذه الحكاية هو تواجد مجموعة من الأسماء، التي تشبه اسماء وزراء وإخوان بنكيران في حزب المصباح اليدوي، بمكتب جمعية الطلبة المغاربة بتركيا التي تأسست مؤخرا للدفاع عن حقوق الطلبة هناك. وهو ما يفيد ان حزب العدالة والتنمية يحاول نهج سياسة من سبقوه من الاحزاب، مع اختلاف في الوجهة حيث يمَّم الحزب وجهه هذه المرّة نحو المشرق في ضيافة رجب اوردوغان..