أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الغابون، الإمام إسماعيل أوكينى أوسا، أمس السبت في ليبروفيل، أن سر انتشار المذهب المالكي في المغرب العربي وإفريقيا بأسرها يكمن في تكيفه مع كل الظروف في مختلف الأقطار وأكد الإمام أوكينى أوسا في مداخلة حول المذهب المالكي وإفريقيا المعاصرة، في إطار ملتقى "المذهب المالكي وأثره في نشر ثقافة الوسطية و الاعتدال"، أن الإمام مالك، مؤسس هذا المذهب الذي يعد إحدى المدارس السنية الكبيرة، يتميز بوجاهة منهجيته وفكره الذي يوثقه كتابه المواطأ. وأضاف أن هذا المذهب الذي يرتكز على الاعتدال والوسطية على غرار مؤسسها الإمام مالك الذي تعل م القرآن الكريم والعلم منذ حداثة سنه على يد علماء المدينةالمنورة، مشيرا إلى أن نجاح انتشار هذه المدرسة يعود إلى مبادئها الأساسية القائمة على القرآن والسنة وإجماع الصحابة وسلوك أهل المدينة ومبدإ القياس. وأكد أن المذهب المالكي وجد في إفريقيا أرضا خصبة باعتبار أنها قارة الإيمان بغض النظر عن طبيعته الدينية، مشيرا إلى أن الأفارقة اهتدوا إلى هذه المدرسة التي تدعو إلى الاعتدال والوسيطة، وهو ما يفسر هذه الأعداد المتزايدة من أتباع هذه المدرسة في هذه القارة المسالمة. من جهته، أكد عبد اللطيف بكدوري أشقري، المكلف بمهمة بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن المذهب المالكي يمثل مدرسة أخلاقية قبل أن تكون قانونية أو تشريعية، موضحا أنه لم يكن يوما في هذه المدرسة أي فصل بين ما هو أخلاقي وما هو تشريعي كما يتضح ذلك من خلال الآراء الفقهية للإمام مالك. وأضاف في مداخلته حول الضبط باعتباره مبدأ أساسيا في المذهب المالكي، أن الضبط، والأدب، وحسن السلوك، والاحترام، كلها قيم أخلاقية ميزت منهج وروح وشخصية الإمام مالك. وأشار الأستاذ الأشقري إلى أنه منذ بداية تكوين الإمام مالك في علوم الدين، تم توجيهه نحو التحلي بالقيم الأخلاقية ممثلة في حسن السلوك والضبط والأدب، مضيفا أن هذا التوجه انعكس في جميع أفعال وأحكام وسلوكيات الإمام مالك. ويهدف لقاء ليبروفيل، الذي نظم بمبادرة من فرع الغابون لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالغابون، إلى التعرف على أصول المذهب المالكي، وخصائصه، وحضوره في إفريقيا، بمشاركة علماء مغاربة وغابونيين بارزين. ويركز هذا اللقاء على مناقشة مواضيع من قبيل "المذهب المالكي وإفريقيا المعاصرة بين الحاضر والمستقبل"، والأخلاق كمبدأ سلوكي في مذهب الإمام مالك"، و"أثر المذهب المالكي في إعادة التوحيد الإفريقي"، و"خصائص الاعتدال والوسطية في المدرسة المالكية"، و"تطبيق مبادئ وأصول المذهب المالكي على الشعوب غير الناطقة بالعربية في إفريقيا".