كشفت وثيقة جديدة مسربة أن دول الاتحاد الأوروبي تخطط لإنشاء مراكز لإيواء المهاجرين غير الشرعين ببعض دول شمال إفريقيا، ضمنها المغرب، وذلك من أجل تخفيف الضغط على سواحلها، إثر ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على الدول الأوروبية. وتؤكد الوثيقة المسربة، التي أعدها مكتب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ونشرت مضامينها صحيفة الغارديان البريطانية، تخطيط دول الاتحاد الأرووبي لإقامة "منصات إنزال" أي مراكز إيواء مؤقتة للمهاجرين خارج حدود الاتحاد الأوروبي. ووفق الصحيفة، فإسيتم طرح الوثيقة على قمة القادة الأوروبيين التي ستعقد في بروكسل يومي 28 و29 يونيو الجاري، خلال بحثهم أزمة سياسة الهجرة. وحسب المسودة ستخصص هذه المراكز لاستقبال المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، حيث ستقرر السلطات المختصة هناك من يحتاج إلى الحماية ومن ينبغي إعادته إلى بلده الأصلي. "مثل هذه المنصات ستوفر إجراءات سريعة للتمييز بين المهاجرين لأسباب اقتصادية وهؤلاء الذين يحتاجون الحماية الدولية، وتقليص الحافز للشروع في الرحلات المحفوفة بالمخاطر"،" تقول الوثيقة. وعلى الرغم من أن هذه الخطة تدعمها كل دول الإتحاد الأوروبي، تقول الوثيقة فإن دول شمال إفريقيا المعنية تظهر صعوبة في إقناعها باستقبال مثل هذا النوع من المراكز. هذا ما اعترف به الإتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي، حين صرح المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة واللجوء ديميتريس أفراموبولوس بأن الاتحاد الأوروبي يريد تعزيز تعاونه خصوصا مع الجزائر ومصر وليبيا وتونس والنيجر والمغرب، فيما لم توافق أي من هذه الدول حتى الآن. ويرى محللون أن مثل هذا النهج سيتيح للمسؤولين تقييم ما إذا كان المهاجرون مؤهلين لأن يصبحوا لاجئين قبل تطأ أقدامهم الاتحاد الأوروبي. ووصفه أفراموبولوس بأنه "اتفاق لدول حول البحر المتوسط لضمان أن يحصل الأشخاص على الحماية التي يحتاجون إليها وينالون المعاملة الكريمة التي يستحقونها". وأضاف ديميتريس "ولكن يجب أن يعني هذا أيضا أن الصعود على متن قارب لن يعني سفرا مجانيا إلى الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن المخطط سيشمل برامج لهؤلاء غير المؤهلين للجوء. ومع ذلك، فقد أكد ديميتريس أفراموبولوس أن المفوضية الأوروبية مازالت عاكفة على استكشاف خيارات بشأن “منصات الإنزال." ويعتبر هذا المقترح الأحدث في خلاف مرير في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، بعد أن أغلقت إيطاليا موانئها الأسبوع الماضي أمام قارب يحمل 630 مهاجرا جرى إنقاذهم في البحر المتوسط، بينما تطالب بمزيد من المساعدة من الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.