تم أمس الأحد بالرباط الإعلان عن تأسيس ما سمي بلجنة الحقيقة والعدالة للتضامن مع المدعو توفيق بوعشرين، المدير السابق لأخبار اليوم المتهم بالاتجار في البشر والاغتصاب والقوادة، ويتزعمها سليمان الريسوني، المعروف بولائه الأعمى للتجمع العالمي للإخوان المسلمين... وتتكون اللجنة من أشخاص فشلوا في حياتهم الشخصية والمهنية وآخرون يحملون الحقد الدفين والباقي انقطع عليهم سيل المال بإعتقال ولي أمرهم كما هو الحال لليتيمة فاطمة الإفريقي.... ومن الأسماء المشكلة لهذه اللجنة الغريبة العجيبة نجد عادل بن حمزة، وإسماعيل حمودي، والمعطي منجب، وآمنة ماء العينين ، وفاطمة الإفريقي، وأحمد السنوسي، وخديجة الرياضي، وربيعة البوزيدي، والزهاري محمد، وخالد البكار.. تأسيس لجنة من هذا النوع يبقى غامضا للغاية، فما هي مبرراته إذن؟ أن يتم تأسيس لجنة للتضامن مع معتقل سياسي أو مطرود نقابي أو محروم نتيجة التمييز فإن الأمر يكون معقولا. لكن أن تخصص هذه اللجنة لشخص يحاكم بتهمة جنسية ثقيلة فهذا عبث بالمفاهيم. بغض النظر عن طبيعة التهم الموجهة لبوعشرين وهل هي ثابتة في حقه أم لا، فإن المنطق يفرض أخذ مسافة من الملف لفائدة الشبهة. ولو اقتصر الأمر على الحرص على معرفة الحقيقة لتم قبول الأمر، لكن التضامن مع متهم بالاتجار في البشر والاغتصاب والقوادة مع وجود مشتكيات يفيد أن القضية لعبة الغرض منها التأثير على القضاء. وبالإضافة إلى شبهة التهم الموجهة لبوعشرين هناك لائحة الأسماء المكونة للجنة، والتي تجد لكل واحد منها هدف معين ودافع محدد، فعادل بنحمزة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال سابقا، وجد نفسه على هامش الحزب، وبالتالي شرع في فتح فمه ب "كلام كبير" حتى يثير الانتباه، ولم يجد سوى صحيفة توفيق بوعشرين لاحتضان خزعبلاته التي يسميها تحليلا. أما فاطمة الإفريقية، المرأة الثورية التي تعيش من ريع التليفزيون حيث تحمل صفة منتجة دون القيام بشيء، فهي تدافع عن التعويض الذي يمنحها إياه بوعشرين والبالغ 3 آلاف درهم شهريا مقابل أربع مقالات تنشرها في أخبار اليوم واليوم 24، ومن ثمة نفهم هذا الغضب الذي انتابها منذ اعتقال المتهم. أما زعيم هذه الشلة فهو سليمان الريسوني، الغلام الذي يبلغ من العمر 50 سنة، مفضلا أن يظل أعزبا بدون زوجة والله في خلقه شؤون، الذي يبقى الأمر بالنسبة إليه مفهوما جدا، باعتباره شقيق أحمد الريسوني، العضو القيادي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو ممثل هذه العصابة في المغرب ولم يكن توفيق بوعشرين سوى واحدة من أدوات التنظيم، وبالتالي فإن دعمه مجرد تحصيل حاصل، وهو بالمناسبة نوع من جبر الخاطر وقراءة الفاتحة على روح بوعشرين غير الطاهرة. ويوجد ضمن المؤسسين للجنة إسماعيل حمودي، الصحفي بأخبار اليوم، التي جاءها قادما من التجديد وهو من أعضاء التوحيد والإصلاح ومحسوب على تيار الولاية الثالثة الذي كان يدافع عنه بوعشرين. وتحفة الموقعين على التأسيس المعطي منجيب، رئيس شركة مركز بن رشد المنحلة، المدافع بشراسة عن براءة متهم شوهد وهو يدخل أصبع صحافية في مؤخرته وينهرها بأن تزيد في إدخاله، ومنجيب هو أيضا متورط في قضايا مماثلة ناهيك عن التهم التي تواجهه والمتعلقة بالحصول على الدعم الدولي غير المبرر قانونيا. أما بعض الأسماء الأخرى مثل خديجة الرياضي ومحمد الزهاري وغيرهم فهم يبحثون دائما عن أية قشة ليمسكوا بها بعد أن بارت سلعتهم ولم يعد لديهم ما يقدمون للمتعهدين الدوليين نظير التمويل السخي. إذا ظهر السبب بطل العجب، فلكل واحد من هؤلاء دافع محدد لكنهم يلتقون جميعا في تحقيق مصلحة من وراء هذه اللجنة، غير أن تأسيسها انتهاك لحق المشتكيات في مقاضاة من يتهمنه بالاغتصاب ومحاولة للتأثير على القضاء. ولنا عودة للموضوع