خصصت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، حيزا كبيرا من اهتماماتها للندوة الصحفية، التي عقدها الوزير الأول أحمد أويحيى، أمس بالجزائر، لتقديم حصيلة عمل الحكومة خلال سنة 2017، معتبرة أنه يسير من خلال هذه المبادرة، على خطى الامين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، للإطراء على حصيلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عشية الانتخابات الرئاسية لسنة 2019. وكتبت صحيفة (ليبيرتي)، في هذا الصدد، أنه في الوقت الذي تنكب فيه جبهة التحرير الوطني على إنجاز حصيلة "لامعة" لفترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، فإن أحمد أويحيى يريد أن يدلي بدلوه، بصفته وزيرا أول، واعتقد أنه من واجبه أن يقدم مساهمته عبر تقديم حصيلة سنة 2017 ، التي كانت أيضا "إيجابية"، وكأنه يقترح أن يواصل رئيس الدولة عمله، على الرغم من تراجع الإمكانيات المالية للدولة. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه إذا كان الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، قد تطرق إلى "المنجزات" المسجلة خلال 19 سنة من حكم بوتفليقة لتبرير ترشحه لولاية خامسة، فإن أويحيى قدم وعدا بأن تكون هناك استمرارية تتخللها المزيد من النجاحات. واعتبر صاحب الافتتاحية "أننا بصدد مزايدة لفائدة تمديد حكم بوتفليقة وأن هذا التسابق المحموم لتقديم أفضل مرافعة للدفاع عن ولاية خامسة، والذي ما يزال في بدايته، ستتولد عنه في نهاية المطاف، وبدون شك، خطابات ستتنافس في الشعارات، والتعابير الدعائية وحجج الإطراء من أجل تبرير وتمرير ترشح بوتفليقة بشكل أفضل". من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر) أن الوزير الأول دشن، أمس، نمطا جديدا لتواصل الحكومة، عبر استعارة منهجية عرض حصيلة رئيس الجمهورية، التي أطلقها جمال ولد عباس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، باستثناء أن أويحيى يقوم بذلك انطلاقا من موقعه كمنفذ لبرنامج الرئيس ومخطط عمله. وأضافت الصحيفة أن أويحيى اختار منهجا يتمثل في تقديم حصيلة السنة الماضية، قبل أن يقدم حصيلة شاملة لإنجازات الرئيس بوتفليقة، منذ انتخابه سنة 1999، مبرزة أن الهدف يبقى هو نفسه، بالنسبة للرجلين: تقديم أجوبة لأولئك الذي يطالبون بالكشف عن مصير 1000 مليار دولار التي تم انفاقها منذ سنة 1999. وتابعت الصحيفة ان الوزير الأول تشبث بمنطق يقصي كل الذين يعترضون على نهجه وينتقدونه أو يطالبون بتقديم الحسابات، والذين تم تصنيفهم في "خانة المشككين"، و يرى أنهم يثيرون القلاقل ويزرعون الشك، بما في ذلك الصحافة التي توصف بعض عناوينها بأنها معارضة. من جانبها، لاحظت صحيفة (الوطن) أن أويحيى دافع، خلال ندوته الصحفية، بكل ما أوتي من قوة، عن حصيلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أنه بعد سنة صعبة شهدت نضوب صندوق ضبط الإيرادات، فإن نتائج ملموسة تم تحقيقها سنة 2017 بميزانية تصل إلى 30 مليار دولار. وكشفت الصحيفة أن أويحيى، الذي وصف الأزمة التي عاشتها البلاد نهاية السنة "بالأخطر من تلك التي شهدتها سنة 1986"، أكد أنه "إذا كنا قد خرجنا منها، فذلك بفضل تبصر الرئيس بوتفليقة، الذي قام بتسديد الدين الخارجي، وقراره بإعطاء الأفضلية للاستدانة الداخلية"، أي طباعة الأوراق النقدية، متسائلة عما إذا كان ذلك كافيا لإعادة الاقتصاد الوطني إلى سكته. أما صحيفة (كل شيء عن الجزائر) فسجلت أن أويحيى، ودون أن يقلد ولد عباس الذي دعا صراحة رئيس الجمهورية إلى مواصلة عمله، لمح إلى أنه "سيكون سعيدا إذا ترشح الرئيس لانتخابات 2019". وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت الصحيفة إلى أن أويحيى أثنى على حصيلته الاقتصادية، وذلك بعد مرور ثمانية أشهر على تقديمه صورة قاتمة لحالة الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن الاقتصاد الجزائري في وضع جيد ووعد بتحسنه في نهاية سنة 2018، موضحا أن هذا الإنجاز هو نتيجة للجوء إلى التمويل غير التقليدي.