توصل الديوان الملكي ببرقية شكر وامتنان مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف المشاركين في مؤتمر مراكش الدولي حول العدالة في دورته الأولى، حول موضوع "استقلال السلطة القضائية بين ضمان حقوق المتقاضين واحترام قواعد سير العدالة"، والمنعقد أيام 2 و3 و4 أبريل الجاري. وأعرب المشاركون، في هذه البرقية، لجلالة الملك، بصفته رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية وضامن استقلالها، عن أسمى آيات الامتنان، وخالص عبارات الشكر والعرفان على رعاية جلالته الكريمة السامية لهذا المؤتمر القانوني والقضائي الرفيع، الذي يمثل حدثا تاريخيا عظيما حافلا بدلالاته الإنسانية والقانونية والحقوقية، معبرين لجلالة الملك عن صادق شكرهم للحفاوة البالغة التي حظوا بها منذ حلولهم بأرض المملكة المغربية. ومما جاء في هذه البرقية "لقد كان للرعاية السامية لجلالتكم لهذا المؤتمر الأثر البالغ في نجاح أشغاله، كما أن الأفكار النيرة والتوجيهات السديدة التي تضمنتها الرسالة الملكية السامية للمؤتمر، شكلت قيمة مضافة حقيقية في فعالياته، بحكم ما حفلت به من مضامين جد متقدمة بشأن ضمان تفعيل استقلال السلطة القضائية في الممارسة والتطبيق والارتقاء بالعدالة وتطويرها، حيث تبناها المشاركون في المؤتمر كورقة عمل المؤتمر". وأكد المشاركون أن المشاركة في هذا المؤتمر مكنتهم من الوقوف على ما تعرفه المملكة المغربية من تقدم في مختلف الميادين الاقتصادية والمجتمعية، وكذا الإصلاحات العميقة التي همت مختلف المجالات الدستورية والمؤسساتية والحقوقية، والتي توجت بوضع دستور جديد كرس القيم والمبادئ الجوهرية التي تقوم عليها الدول الديمقراطية الحديثة. وأضافت البرقية "إننا لنعرب لجلالتكم عن تقديرنا الكبير للجهود الجادة التي بذلتها وتبذلها المملكة المغربية تحت قيادتكم الرشيدة، في سبيل الإصلاح الشامل والعميق لمنظومة العدالة بكل مكوناتها وتوطيد استقلال السلطة القضائية وإرساء دعائمها بالمملكة، والتي كان من بين نتائجها، منذ سنة، تنصيب المجلس الأعلى للسلطة القضائية وما تبع ذلك من إقرار لاستقلال النيابة العامة. كما أنهم يشيدون بالمكانة المتميزة التي تحظى بها السلطة القضائية لدى جنابكم الشريف والعطف الموصول الذي تسبغه جلالتكم على مؤسساتها وأعضائها". كما أشارت إلى أن هذا المؤتمر شكل فرصة لكل المشاركين، على اختلاف أنظمتهم القضائية، لتبادل الرؤى والتجارب لمواجهة التحديات والرهانات التي تواجه العدالة المعاصرة، حيث أسفرت أشغاله عن إصدار إعلان مراكش حول استقلال السلطة القضائية وضمان حقوق المتقاضين واحترام قواعد سير العدالة. وبعد التعبير لجلالة الملك عن أصدق التهاني على النجاح الذي حققه هذا المؤتمر، تضرع المشاركون في ختام البرقية إلى الله تعالى بأن يحفظ جلالته ويمتعه بالصحة والسعادة، وأن يبارك في جهود جلالته ويكلل بالنجاح مسعاه، وأن تبقى المملكة المغربية قوية بثوابتها ومؤسساتها ومقومات نهضتها الحضارية، وأن تظل موطنا لقيم التسامح والعدالة والديمقراطية في عهد جلالة الملك الزاهر الحافل بالمبرات والمفاخر، داعين الله تعالى أن يقر أعين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، ويشد أزر جلالته بصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، ويمتع شعبه بالخير في ظل عرشه المجيد.