قامت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الخميس، بتفكيك خلية إرهابية مكونة من عناصر متطرفة مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، بكل من طنجة ووادي زم، وكانت الخلية المذكورة في طريق البحث عن المواد التي بواسطتها يتم تصنيع العبوات الناسفة، بغرض تنفيذ أعمال تخريبية خطيرة وممارسة التوحش كقاعدة إيديولوجية للتنظيم الإرهابي، الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي. كانت الخلية تبحث عن المواد المتفجرة لصناعة العبوات الناسفة، بمعنى أنها تتوفر على ميكانيزمات صناعة المتفجرات، لممارسة عمليات تدميرية الغرض منها زعزعة الاستقرار والتأكيد على الولاء للخليفة المزعوم، وبالتالي تكون الخلية الأخيرة من أخطر الخلايا، باعتبارها خلية مرت إلى مرحلة التصنيع، بمعنى لو تمكنت من الاستمرار بعيدة عن أعين الأمن لشكلت خطرا كبيرا على المجتمع لأن وصفتها التصنيعية يمكن أن تنتقل إلى خلايا أخرى. وبالتالي يكون تفكيك هذه الخلية إنجازا عظيما في سجل تاريخي لمحاربة الإرهاب، إذ تمكن المكتب المركزي للابحاث القضائية، منذ تأسيسه من تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، عبر تنفيذ العديد من الضربات الاستيباقية، التي أدت إلى القبض على العناصر الإرهابية قبل المرور إلى مرحلة التنفيذ. وفي ظرف سنتين على تأسيس هذا المكتب، أصبحت له سمعة وطنية كبيرة بل تعدته إلى اهتمام دولي متميز، إذ أضحى محط اهتمام الدول والأجهزة الأمنية الدولية، في إطار التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب، ويتعلق الأمر بدول كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، كما مكنت المعلومات التي وفرتها الأجهزة الأمنية المغربية لنظيراتها الأجنبية من تجنيب بعض الدول كوارث إرهابية خطيرة. من خلال استقراء طبيعة الخلايا، التي يتم تفكيكها كل مرة، يتبين أن المكتب المركزي راكم خبرات كبيرة واكتسب تجربة عملية وميدانية متميزة، ترتكز على الدقة في الرصد والتتبع والسرعة في التدخل عندما يقتضي الأمر حماية الأمن والاستقرار.