مباشرة بعد الخطاب الذي وجهه الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي لأتباعه قصد إقامة الخلافة في كل مكان وخصوصا بالمغرب، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية خطيرة لها ارتباط مباشر بأحد قادة التنظيم بمدينة الرقة السورية، والتي تعتبر من أخطر الخلايا التي تم تفكيكها لحد الآن، حيث تدربت على صناعة المتفجرات، والتي كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في العديد من المواقع، لكن الضربة كانت موجعة وكانت في الوقت المناسب، لأنه لم يبق على ساعة الصفر إلا وقتا قصيرا. وهكذا تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية وفي إطار التصدي للتهديدات الإرهابية، من تفكيك شبكة إرهابية تتكون من 10 عناصر، ينشطون بمدينتي الدارالبيضاء وبوجنيبة في مجال تجنيد واستقطاب مقاتلين مغاربة قصد الالتحاق بصفوف ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق.
وكشفت التحريات الدقيقة أنه تنفيذا للأجندة التخريبية لما يسمى ب"الدولة الإسلامية" الرامية إلى توسيع رقعة عملياتها خارج هذه البؤرة، خطط زعيم هذه الخلية، بتنسيق مع أحد القادة الميدانيين الأجانب في صفوف التنظيم السالف الذكر، لتشكيل خلايا نائمة لتنفيذ مشاريع إرهابية بالمملكة، في أفق تطبيق "الخلافة المزعومة".
كما أكد البحث والتتبع، أن بعض أفراد هذه الخلية الذين يتوفرون على دراية واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، كانوا على صلة بمقاتلين مغاربة بما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، في إطار التخطيط للقيام بهجمات إرهابية تستهدف منشآت حساسة بالمملكة، بدعم مادي ولوجستيكي من قادة هذا التنظيم.
ولقد تم توظيف الفاعل الرئيسي في الخلية من قبل ناشط أجنبي داخل الدولة الإسلامية، ينشط بمدينة الرقة السورية ، لأجل تكوين مجموعة لها نفس فكر تنظيم الدولة يكون هدفها القيام بأفعال شريرة داخل المغرب على أن يقوم التنظيم بتمويل نشاطها.
ولقد تم ضرب هذه الخلية الإرهابية وتجنيب المغاربة شرها وأحلامها بالتفجير وقطع الرؤوس، في ظرف يتسم بازدياد الخطر الإرهابي الصادر عن الدولة الإسلامية بعد الخطاب الذي وجهه الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي، الذي حث من خلاله أتباعه عبر العالم وخاصة المغرب للجهاد حتى تسود الخلافة.
وبهذه العملية يكون ال"بسيجي" قد وجه ضربة قوية للخليفة المزعوم البغدادي والقضاء على نواة دولته بالمغرب وهي جنين في رحم الإرهاب، الذي يستهدف أمن وآمان المواطنين، وتضاف هذه الخطة الاستيباقية إلى عمليات أخرى جنبت المغرب مخازي التكفيريين، وإن كانت هذه العملية تعتبر نوعية نظرا لحجم الخطورة التي تشكلها الخلية المذكورة.