يشكل المنتدى المرموق كرانس مونتانا، والذي تحتضن أشغاله مدينة الداخلة للمرة الرابعة على التوالي، مناسبة ثمينة لمجموعة من الشباب الافريقي للتعرف على المغرب والاطلاع على الإنجازات التي قامت بها المملكة خلال السنوات الأخيرة. وأصر منظمو هذا الحدث العالمي (المنظم من 15 إلى 20 مارس) وعلى غرار الدورات السابقة، على دعوة عشرات الشباب الأفارقة من شتى الخلفيات بغية إشراكهم في النقاشات التي تهتم بحاضر ومستقبل القارة الأفريقية، جنبا لجنب مع كبار رجال الدولة والمسؤولين الحكوميين وعدة شخصيات مرقومة وكذا عدد من الخبراء. وتمكن منتدى كرانس مونتانا من أن يفرض نفسه كفضاء ملائم للمناقشة الحرة والتبادل المثمر بين المشاركين حول مواضيع ومحاور تهم المواطن الافريقي، والتحديات التي يتوجب على القارة الإفريقية مواجهتها في الحين، كالتنمية المستدامة والتغير المناخي والتهديد الإرهابي والجريمة العابرة للقارات. غير أن كل هذه النقاشات وخلاصاتها، لا يمكن أن تكون صالحة إلا بمشاركة فعالة ونشيطة للشباب الإفريقي، الذي يمثل الدعامة الأساسية لأي مشروع مستقبلي والذي سيكون له، دون شك، تداعيات مباشرة على هؤلاء الشباب. ويشكل المنتدى كذلك فرصة لشباب القارة للاطلاع على الإصلاحات الكبيرة التي قامت بها المملكة المغربية والتغيرات المهمة التي شهدتها البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما يتيح لهم إمكانية التعرف، من خلال الاحتكاك المباشر بالمسؤولين والخبراء المغاربة المشاركين في النقاشات، على المسلسل المغربي للتنمية، والذي يحتذى به كنموذج ومرجعية في عدة ميادين. وتجسد مدينة الداخلة المثال الحي لهذه التغيرات، وذلك بفضل التطور الذي تشهده المدينة في شتى القطاعات. وأكد السيد إيسيفو، منسق برنامج في وزارة الفلاحة والتربية والصيد في جمهورية الطوغو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المنتدى يتيح للشباب الأفارقة الفرصة للتبادل مع الشخصيات والخبراء الأجانب، مبرزا أن كل المواضيع التي ستتم مناقشتها تهم الشباب والنساء على حد سواء. وأضاف الشاب الطوغولي، الذي يزور المملكة للمرة الأولى، أن المواضيع تهم عدة قطاعات واعدة كالاقتصاد والطاقات المتجددة والنقل البحري والتهيئة الحضرية. وأشار السيد إيسيفو، الذي شارك في ندوة بعنوان "التدبير الحضري الكوني، تحدي لجل القارة الأفريقية" إلى أن التجربة المغربية في الموضوع كانت جد مفيدة، حيث قال " لاحظنا بأعيننا أن الداخلة تعتبر ترجمة فعلية للالتزام الحكومي في المجال"، مضيفا أن ذلك" سيلهمنا نحن الشباب الافريقي لتطبيق هذه الرؤية في مدننا، ونتمكن من تنميتها انطلاقا من التجربة المغربية". من جهته، قال مستشار التعاون بوزارة التعليم العالي والجامعة بجمهورية الكونغو الديموقراطية، السيد لوبويا، أن منتدى كرانس مونتانا يعتبر فرصة للشباب الافريقي للاستفادة والتعلم من خلال مجاورة الشخصيات الكبرى، وصناع القرار السياسي، والفاعلين الاقتصاديين وممثلي المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الشباب الافريقي مدعو للاضطلاع الكامل بدوره كفاعل للتنمية في القارة. وسجل أن الازدهار الذي تعرفه مدينة الداخلة يمكن أن يستعمل كمصدر إلهام للدول الأفريقية الأخرى. يذكر أن منتدى كرانس مونتانا يجمع شخصيات من أكثر من 100 بلد، من بينهم 49 بلدا افريقيا، يلتئمون بالداخلة لمناقشة مستقبل القارة، والتنمية المستدامة والتعاون جنوب-جنوب، وكذا التحديات الأخرى التي تواجهها افريقيا في عصر العولمة.