بعدما أثار فيروس الأنفلونزا الموسمية القاتلة حالة من الرعب وسط الجزائريين بعد حدوث وفيات بسببها، زادتها حدة ما شاع أن الفيروس القاتل هو أنفلونزا الخنازير، فيما أكدت وزارة الصحة أن الأمر مجرّد أنفلونزا موسمية حادة، ها هو اليوم داء البوحمرون يفرض منطقه بالعديد من ولايات الجزائر، خاصة الجنوبية منها، وهو ما اثار حالة من الهلع والخوف في أوساط المجتمع، بحيث عرف خلال الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا واتخذ منحى آخر وصل لحد الوفيات في صفوف الأطفال وحتى البالغين. وكشفت وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات الجزائرية عن تسجيل 2317 حالة إصابة بداء الحصبة ب13 ولاية، منذ 25 يناير الماضي، والذي تسبب في وفاة خمسة أشخاص. وأوضح مدير الوقاية بالوزارة، جمال فورار، في تصريحات للصحافة، أن "الوضع الوبائي للحصبة على المستوى الوطني تمثل، الى غاية 11 مارس، في تسجيل 2317 حالة على مستوى 13 ولاية، منها 1047 حالة بولاية الوادي و797 بولاية ورقلة"، وذلك منذ ظهور هذا الوباء في 25 يناير 2018 بولاية الوادي. وعزا المسؤول نفسه ظهور هذا الوباء الى الاضطرابات التي ميزت حملة التلقيح ضد الحصبة، في مارس 2017 ، بسبب "تردد" الأباء في القيام بذلك، مشيرا الى أن 45 بالمائة فقط من الأطفال تلقوا التلقيح مقابل 95 بالمئة التي كانت منتظرة. وكشف عن أن هذا التقصير يعد عاملا مشجعا لظهور الوباء، محذرا من "خطورة هذا الداء الفيروسي الشديد العدوى سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار" وكان وزير الصحة، مختار حسبلاوي، قد أشار، مؤخرا، إلى أنه تم "خلال السنوات الماضية تسجيل نسبة جد منخفضة من تلقيح الأطفال ضد داء الحصبة بسبب العزوف عن التلقيح، رغم أن اللقاحات المتوفرة في الجزائر تستجيب للمعايير الدولية".