يرى متتبعون للمباحثات التي انطلقت صباح اليوم بلشبونة بين الوفد المغربي والمبحوث الاممي إلى الصحراء المغربية الألماني هورس كولهر، أن تشكيلة الوفد المغربي تبعث بالعديد من الرسائل لمن يهمه الأمر، أولها أن الأقاليم الصحراوية لها ممثلون شرعيون انبثقوا من صناديق الاقتراع في الانتخابات التي أجريت في 7 من اكتوبر خلال السنة الماضية، ثم إن حضور السفير الدائم لدى الأممالمتحدة عمر هلال، يدل على أن القضية بيد الأممالمتحدة، وأن المغرب لن يقبل أي تفاوض خارج هذا السياق. ومن خلال تركيبة الوفد الذي يرأسه وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ويضم عمر هلال ورئيس جهتي العيون الساقية الحمراء وواد الذهب، يتضح أن المغرب اليوم في وضعية تمكنه من فرض شروطه لاستئناف المفاوضات في ملف الصحراء تحت رعاية الأممالمتحدة، وان هذا اللقاء الذي انطلق في العاصمة البرتغالية بمثابة المساحة التي ستمكن المبعوث الأممي من التحرك داخلها بقبول من المغرب ولا شيء غير ذلك. وفي قراءة بسيطة لتركيبة الوفد المغربي يتضح أن المغرب بدأ في تطبيق أولى لبنات الحكم الذاتي في المناطق الجنوبية، فحضور حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء وينجا خطاط، رئيس جهة وادي الذهب إشارة قانونية وتمثيلية وسياسية قوية لكوهلر، تقوم على أساس أن المغرب يتقدم في تطبيق مقترح الحكم الذاتي الذي يرى فيه المنتظم الدولي انه ذو مصداقية وقابل للتطبيق، ولن ينتظر نتائج المفاوضات. أما حضور، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، فهو يحمل إشارة واضحة للمبعوث الأممي هورست كوهلر، مفادها أن تدبير النزاع يظل داخل الأممالمتحدة وبين يدي مجلس الأمن، في رد واضح على محاولات الجزائر جر النزاع إلى داخل الاتحاد الإفريقي في خرق واضح لسلطات مجلس الأمن وقواعد ميثاق الأممالمتحدة في تدبير النزاعات الدولية.