أكد المشاركون في أشغال المناظرة الإفريقية حول دعم المغرب لحركات التحرر الوطني الافريقي اليوم الأربعاء بالرباط، أن تقاطع بحوث وشهادات المتناظرين حول حصيلة الدعم السياسي والمالي واللوجيستيكي والعسكري الذي قدمه المغرب لحركات التحرير الافريقي خلال السنوات الحرجة في مسار كفاحها التحرري، يصوغ الدليل من جديد على حيوية التضامن، وفاعلية التكامل بين الأقطار الافريقية في مواجهة التحديات الجسام. وأبرز المشاركون في (إعلان الرباط) المنبثق عن اشغال المناظرة الافريقية التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يومي 18و19 فبراير الجاري حول موضوع "دعم المغرب لحركات التحرر الوطني الافريقي ببلدان جنوب إفريقيا وأنغولا والموزمبيق وغينيا بيساو والرأس الأخضر وساو تومي برنسيب" ، أن السجل الحافل للذاكرة المشتركة المغربية – الافريقية ليس حكرا على الفئة العالمة من الأفارقة والمغاربة، بل ينبغي أن تكون في متناول الشعوب الأفريقية، شمال وجنوب الصحراء، ورهن إشارة الرأي العام الإفريقي، وهو الأمر الذي يتطلب اعتماد نموذج إعلامي جديد متجدد قادر على تعبئة مختلف قنوات ومنابر التواصل بأبعاده السياسية والدبلوماسية والمجتمعية. وأكدوا أن الأولوية التي يحتلها التعاون المغربي الإفريقي في سياق رؤية جلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب-جنوب، تؤكد أهمية المشروع التنموي الطموح الذي يحمله جلالته لفائدة التنمية الشاملة بإفريقيا، كما حمل في الماضي القريب جلالة المغفور له محمد الخامس، وولي عهده وخلفه، جلالة المغفور له الحسن الثاني، مشروع تحرير وتوحيد الأقطار الإفريقية. واعتبر الإعلان أن كسب رهان التنمية والتقدم والنهوض بإفريقيا، لتتبوأ المكانة التي تليق بها في عالم القرن الواحد والعشرين يتطلب تحرر الفكر الإفريقي من رواسب "الحرب الباردة" وفي مقدمتها قيود الاستلاب الإيديولوجي، وتعزيز استقلالية القرار الإفريقي إزاء مختلف التكتلات الدولية قيد التشكل، وتجاوز النزاعات البينية لصالح ما هو استراتيجي، إفريقي، وإرساء وترسيخ ثقافة التضامن والتعاون بين الأشقاء الأفارقة، لتحقيق ما تتطلع إليه شعوبها من تقدم سوسيو- اقتصادي، وتطور سوسيو- تنموي في مناخ الأمن والاستقرار الاجتماعي، والسلم والوئام الإقليمي والجهوي. واشار إلى أن اندراج انعقاد المناظرة في سياق التحول الحاسم الحاصل في نسيج العلاقات المغربية-الإفريقية، سواء على مستوى التعاون الاقتصادي أو على مستوى الاندماج المؤسساتي، يستدعي التنويه والاعتزاز بحيوية ورهانات الشراكات والمشاريع التنموية الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في مجالات الفلاحة والطاقة والتكوين والبنيات التحتية بالقارة الإفريقية. وفي هذا المضمار، يضيف الإعلان ، فإن مبادرة هذه المناظرة العلمية-السياسية التي أرست قنوات جديدة للحوار المغربي الإفريقي، ينبغي أن تتعدد وتتكرر في فضاءات جغرافية إفريقية أخرى، تعزيزا لدينامية التواصل والتفاعل والحوار. وقد تناولت اشغال هذه المناظرة العلمية المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي أطرها أربعة عشر باحثا وفاعلا سياسيا وإعلاميا من المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، عروضا قيمة وشهادات حية لامست مختلف جوانب ونوعيات الدعم الذي قدمه المغرب لحركات التحرير بهذه البلدان الشقيقة، مؤازرة لها في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال الوطني.