أجمع المشاركون في الجلسة الأولى من الندوة الفكرية الدولية في موضوع جلالة المغفور له محمد الخامس :كفاح من أجل الاستقلال ودعم لحركات التحرير الإفريقية، التي افتتحت أول أمس الاثنين بالرباط، تخليدا للذكرى الخمسينية لعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى وإعلان استقلال المغرب، أن حياة ونضال المغفور له محمد الخامس جسدت جانبا مضيئا لمناضل تجاوز إطاره الوطني ليشمل البعدين الإفريقي والدولي. وأبرز السعيد عبادو، وزير جزائري سابق والكاتب العام للمنظمة الجزائرية للمجاهدين، في شهادته خلال هذه الندوة التي تنظمها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية مناسبة عودة صانع استقلال المغرب المجيدة جلالة المغفور له محمد الخامس من منفاه الإفريقي، مشيدا بأمجاده وخصاله التي جسدت مسيرة مظفرة حافلة بالنضال والمواقف المشرفة التي مازالت محفوظة في قلوب كل جزائري. وأكد أن الشعب الجزائري يكن لهذا الرجل العظيم محبة وتقديرا غاليين نظير مواقفه النبيلة التي تمثلت في تأييده ودعمه للثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن المغفور له محمد الخامس كان رجلا مناضلا وعادلا من خلال دفاعه عن القضايا العادلة ومنها القضية الجزائرية التي ساندها وناصرها طيلة سنوات التحرير الشاقة ودعمه للتضامن العربي الإفريقي. وذكر ببعض المواقف الشجاعة للمغفور له محمد الخامس المتمثلة في جعل المغرب قاعدة خلفية للثورة الجزائرية على أرضه الطيبة التي شكلت ملاذا آمنا للعشرات من اللاجئين الجزائريين، وتعهده بالدعم التام والمتواصل للجزائر حتى تنال استقلالها الكامل ، مبرزا أن جلالة المغفورله كان مثالا لملك مؤمن بوحدة الأمة حيث كان يعتبر أن استقلال المغرب منقوصا ولن يكتمل إلا باستقلال الدولة الجزائرية. ومن جهته استعرض حسن الصادقي ( معهد الدراسات الإفريقية بالرباط) في مداخلته حول موضوع من الجد السلطان الحسن الأول إلى الحفيد الملك محمد الخامس :مسيرة تواصل ودعم نضال إفريقي أن الزعامات الإفريقية والسياسية والدينية سارعت مع تصاعد المد الاستعماري والتوغل داخل القارة إلى مقاومة التدخل الأوروبي الغريب عنها من حيث الجنس واللغة والدين. وأكد أن الأفارقة لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التدخل الفرنسي وغلبته بل سعوا إلى إيقاف هذا المد الاستعماري وذلك بالاستنجاد بالدول الإفريقية الإسلامية الحرة أنذاك ومنها المغرب من خلال بعثهم برسائل استنجاد لسلطان المغرب الحسن الأول لطلب النجدة والمعونة على المستعمر الفرنسي. وأوضح أنه رغم سقوط المغرب في براثن الحماية الفرنسية فإن أنظار الشعوب الإفريقية التي احتلت قبله ولم تستقل بعد توجهت إلى الحفيد الملك محمد الخامس حيث وجدت فيه خير معين لها من التحرر. ومن جانبه أوضح الأستاذ نور الدين بلحداد (معهد الدراسات الإفريقية بالرباط) في شهادته التي قدمها حول موضوع المحاولات الاستعمارية لقطع صلات المغرب بإفريقيا أواخر القرن19 الميلادي أن الصحراء المغربية لعبت دورا مهما ورئيسيا في نسج علاقات ثقافية وفكرية وتجارية وسياسية بين المغرب وبلاد السودان حيث خلفت هذه العلاقات إنصهار قويا بين شعوب هذه الدول. يشار إلى أن أشغال هذه الندوة، التي نظمت على مدى يومين، توزعت على أربعة محاور يتطرق أولها إلى موضوع المغرب وإفريقيا: الأصول والجذور والامتدادات ويسلط محورها الثاني الضوء على شخصية المغفور له محمد الخامس في بعدها الوطني والإفريقي والدولي فيما يتناول المحور الثالث موضوع التوسع الاستعماري وانعكاساته في العلاقات المغربية الافريقية .أما المحور الرابع فيتعلق بموضوع محمد الخامس وحركات التحرير.