دعا المشاركون في الدورة التاسعة لمنتدى إفريقيا للأمن، اليوم السبت بمراكش، إلى تعزيز آليات تمويل وعمل الإتحاد الإفريقي في مجال مكافحة والتصدي لآفة الإرهاب. وأكدوا من خلال التوصيات التي توجت أشغال هذا المنتدى الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى يومين حول موضوع "التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات بإفريقيا " ، على الطابع الاستعجالي لتأهيل مجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الإفريقي، حتى يصبح "آلية ناجعة" في محاربة العوامل المسببة لحالة انعدام الأمن. وبعد أن أبرزوا ضرورة العمل من أجل تنسيق أنشطة المنظمات الإقليمية الإفريقية التي تتصدى للإرهاب، إلى جانب اعتماد تدابير تروم الرفع من جاهزية القوات الإفريقية، شدد المشاركون، على ضرورة تمتين التعاون الأمني الإفريقي من خلال آلية فعالة على شاكلة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول"، وتعزيز الإستراتيجيات والأنشطة المخصصة لمحاربة ظاهرة القرصنة البحرية، ووضع أنظمة للإنذار المبكر على المستوى الوطني والإقليمي، فضلا عن النهوض بريادة النساء في الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب. كما أكد المشاركون على أهمية إحداث مجتمع قاري للاستعلام يمكن من ارساء نظام مندمج في هذا المجال، وتقوية التفاعل والتنسيق والتعاون بين الدول والهيآت الإستخباراتية، وتشجيع استعمال آليات جمع المعلومات من أجل تتبع الأشخاص الذين يشكلون تهديدا حقيقيا لأمن الدول، علاوة على تعزيز فعالية قوات الدفاع والأمن وتمكينها من مواكبة التحولات المستمرة للتهديدات الأمنية. وتضمنت التوصيات، أيضا، الدعوة إلى ضرورة تقوية قدرات المؤسسات الوطنية، وإرساء دولة الحق والديمقراطية بشكل يتيح تحصين المجتمعات ضد اللا استقرار واللا أمن، والعمل على تقاسم التجارب الناجحة في ميدان محاربة التطرف على المستوى الإفريقي ، وذلك على غرار النموذج المغربي الذي أبان عن فعاليته ونجاعته. ومن التوضيات كذلك، التأكيد على تعزيز التبادل والحوار بين مختلف الديانات للتصدي لخطابات الكراهية وتعزيز التعايش بين مختلف الديانات والأعراق، وتعدد المبادرات الهادفة إلى تفادي الخلط بين ظاهرة الإرهاب وبعض المجموعات الدينية والعرقية، فضلا عن إدماج الفاعلين في الحقل الديني المتسمين بالاعتدال ومنظمات المجتمع المدني في البرامج التحسيسية لمواجهة التطرف. من جهة أخرى، أوصى المشاركون بضرورة تقوية الجهود الرامية إلى تدبير أفضل لظاهرة الهجرة، ولاسيما الهجرة بين دول الجنوب، وتعبئة جميع الفاعلين المعنيين تجاه تفاقم التهديدات الإلكترونية عبر وضع آليات مندمجة للتنسيق ومواصلة الجهود المبذولة ومراقبة القطاع الرقمي وتكنولوجيا الإتصال الحديثة. كما طالبوا ببلورة مخططات ، سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي، تروم تقليص مستوى الهشاشة وبطالة الشباب التي تجعلهم عرضة للاستقطاب من قبل المجموعات الإرهابية والإجرامية، والعمل على جعل المناطق الحدودية، خاصة منطقة الساحل والصحراء، فضاءات اقتصادية حيوية، داعين، كذلك، إلى تضافر الجهود لتسهيل إدماج وتنمية المجالات التي تعاني من الهشاشة، وتعزيز آليات محاربة التغيرات المناخية. ويروم هذا المنتدى، الذي نظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن بالقارة الإفريقية وكذا على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها . وشارك في هذا المنتدى، حوالي 300 مشارك رفيع المستوى من بينهم مسؤولين مدنيين وعسكريين ومسؤولين عن منظمات دولية وأمنيين وخبراء من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب . وناقش المشاركون في هذا المنتدى محاور ترتبط بالخصوص ب"إفريقيا في مواجهة التحديات الغير متماثلة وأعداء الحقبة الرقمية" و"الاتحاد الإفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن بالقارة الإفريقية (التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات)"، و"مكانة الاستخبارات في الهندسة الأمنية لمحاربة الإرهاب" و"الاستراتيجية المغربية في محاربة التطرف العنيف" و"منطقة الساحل والصحراء، عودة التهديد بين الإرهاب المنظم العابر للحدود والمليشيات المسلحة" و"مقاربة النوع في محاربة التطرف والإرهاب " .