دعا المشاركون في الدورة الثامنة للمنتدى الإفريقي للأمن، السبت بمراكش، إلى تعزيز الآليات المؤسساتية والقابلة للتطبيق المخصصة لمحاربة تمويل الإرهاب، وذلك على المستوى القاري والإقليمي. وأوصوا خلال الجلسة الختامية لهذا المنتدى، الذي نظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بإحداث وحدة خاصة للقوات الأمنية تكون قادرة على مواجهة الأفعال الإرهابية بشكل ناجع وملائم. وطالبوا بالعمل على تحسين أنظمة تدبير الأزمات، بالإضافة إلى خلق وتعزيز الميكانيزمات الوقائية من التطرف بشكل يتلاءم مع خصوصية كل بلد على حدة وكل منطقة، مشددين على أهمية العمل من أجل مراقبة أفضل للحدود من أجل التحكم في تدفق المهاجرين، بالإضافة إلى وضع برامج تنموية مندمجة على مستوى المناطق الحدودية. ودعا المشاركون في هذا المنتدى إلى الوعي بأهمية تجنب الخلط بين ظاهرة الإرهاب وبعض الديانات أو الاثنيات، مع تشجيع المبادرات التي تمكن من التبادل والحوار بين مختلف المذاهب لتشجيع التعايش وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الخطابات الداعية إلى الكراهية والإقصاء، مشددين على ضرورة إعطاء الأولوية على المستوى الوطني والقاري للقضايا المتعلقة بمحاربة التغيرات المناخية، وأن تتم ترجمة هذا الاهتمام بأنشطة ملموسة وحاسمة. وفي سياق متصل أكد المشاركون في المنتدى الإفريقي للأمن، أن أمن الدول، بما فيها الدول الإفريقية، يعد عنصرا أساسيا لتحقيق التنمية السوسيو اقتصادية، وضمان استقرار وازدهار هذه الدول، وشددوا، خلال الجلسة العامة التي نظمت يوم الجمعة في إطار الدورة الثامنة للمنتدى الإفريقي للأمن، التي انعقدت حول موضوع «التهديدات المتصاعدة والفاعلين الجدد غير الحكوميين»، على أهمية إرساء استراتيجية مشتركة كفيلة بالحد من التهديدات التي تتعرض لها عدد من البلدان بإفريقيا. وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول المالي السابق، موسى مارا، أن الأمن يعد ضرورة لا محيد عنها بالنسبة للبلدان الإفريقية لضمان ازدهارها وتحقيق أهدافها في مجال التنمية السوسيو اقتصادية، مشيرا إلى بعض العناصر التي من شأنها أن تهدد الأمن والتي تتطلب دراسة عميقة، من ضمنها النمو الديمغرافي المتزايد بالقارة، فضلا عن الظواهر السوسيو اقتصادية كالفقر والبطالة. أما وزير الدولة السابق بجمهورية غانا، أكوازي أوبونغ فوسو، فلاحظ من جهته، أن هذا الملتقى يشكل فرصة مواتية لتبادل التجارب والخبرات في المجال الأمني، وإثارة الانتباه إلى مختلف أشكال الإرهاب بالقارة الإفريقية. وفي هذا السياق، دعا المستشار السياسي للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بالساحل، من جانبه، إلى تضافر الجهود لمكافحة المنظمات الإرهابية والعمل على تشجيع المؤسسات المواطنة بشكل يضمن للدول التصدي للتهديدات المحدقة بأمنها. بدورها، اعتبرت وزيرة الاتصال، المتحدث الرسمي باسم حكومة مملكة البحرين، سميرة إبراهيم بن رجب، أن ما يسمى بالتهديدات الناشئة في المنطقة العربية والمتمثلة أساسا في تصاعد وتيرة الإرهاب والتطرف ومحاولات إسقاط الدول، ليست إلا نتائج لعملية التغيير الجيوسياسي المطروحة من بعض الدول الغربية، في إطار إعادة صياغة النظام الدولي الجديد والصراع حول مناطق النفوذ الاستراتيجية حول العالم. وبارتباط بالموضوع، قال الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إدريس الكراوي، إن النموذج المغربي للوقاية من التطرف والإرهاب، يعتمد على اختيارات جريئة عززت ثقة المواطنين المغاربة في المؤسسات والمصالحة مع تاريخهم . ونوه الكراوي، في تدخل له خلال الجلسة العامة التي انعقدت مساء الجمعة الماضي بمراكش حول موضوع « المغرب.. تصورات جديدة ضد الإرهاب والوقاية وإعادة تنظيم المصالح الأمنية، بالاختيار الصائب للمملكة المتمثل، على الخصوص في خلق هيئة الإنصاف والمصالحة، وإعداد تقرير الخمسينية، واختيار سياسة التناوب والإصلاح الترابي الذي تمت بلورته من خلال الجهوية المتقدمة. شارك في هذا المنتدى، الذي نظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية حول موضوع « الرهانات الاستراتيجية والمسارات الجديدة للإرهاب»، أزيد من 200 شخصية رفيعة المستوى، من بينهم مسؤولون مدنيون وعسكريون، وممثلو المنظمات الدولية، وأمنيون وخبراء من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، وذلك بهدف تحليل ومناقشة وتبادل التجارب في هذا المجال. وتناول المشاركون في هذا المنتدى، مواضيع همت على الخصوص « التهديدات المتصاعدة والفاعلين الجدد غير الحكوميين» و«تطور وآفاق التهديدات الأمنية بإفريقيا» و«العناصر الأجنبية داخل المجموعات الإرهابية « و«الإرهاب الداخلي.. التحدي الجديد للمصالح الاستعلاماتية» و«إضعاف «داعش» وتحديات تدبير عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب» و»المغرب.. تصورات جديدة ضد الإرهاب والوقاية وإعادة تنظيم المصالح الأمنية» و«التغيرات المناخية وخطر نشوب النزاعات بإفريقيا».