قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، صباح اليوم السبت بسلا، إن فتح حوار وطني داخلي لصياغة قراءة مشتركة للمرحلة السابقة والحالية وللمستقبل تعتبر من ضمن الأوراش الأساسية التي سيتم الاشتغال عليها من قبل الحزب خلال السنة الحالية. وأبرز العثماني، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، التي تنعقد على مدى يومين، أن الأوراش التي سيتم الاشتغال عليها طيلة السنة الجارية تتمثل في فتح حوار وطني داخلي لصياغة قراءة مشتركة للمرحلة السابقة والحالية وللمستقبل، بهدف بناء تصور جماعي لما ينبغي أن يقوم به الحزب في المستقبل القريب، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق باستكمال التجديد التنظيمي للحزب. وشدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على أهمية تقوية التلاحم الداخلي وتعزيز وحدة الصف التنظيمي للمساهمة في هذا الحوار الوطني في أفق بناء قراءة سياسية جماعية مشتركة بين أعضائه تجديدا للمشروع الإصلاحي. كما أكد على أهمية العمل على انجاح التجربة الحكومية بدعمها والرفع من فعاليتها والارتقاء بمختلف الأداء التدبيري الحكومي والجماعي، وجعل النضال من أجل قضايا الوطن في صلب الاهتمام الدائم، وخاصة ملف الوحدة الترابية للمملكة، بالإضافة إلى مواصلة الحزب القيام بدوره الإصلاحي وفي البناء الديمقراطي على أرضية الوفاء لثوابت الوطن واحترام مؤسساته، وكذا المساهمة في النهوض بالواقع الحزبي والسياسي الوطني. وسجل أن المجلس الوطني ينعقد أسابيع بعد المؤتمر الوطني الثامن للحزب، الذي كلل ب"النجاح وأكد على العافية التنظيمية والحيوية" التي تتمتع بها هذه التشكيلية السياسية، مشددا على أن الحزب خرج من هذا المؤتمر "قويا" وأنه سيظل "موحدا رائدا ومسؤولا" ومصرا على على الاستمرار في أداء أدواره الإصلاحية مع كافة القوى الوطنية. وأضاف أن هناك ثوابت يتعين على الحزب التشبث بها لكي يظل أداة للإصلاح، وتتمثل أساسا في التشبث بالمرجعية الدينية والتاريخية والوطنية للمغرب وبمؤسساته، ومنهج الحزب في الإصلاح، ووحدة الحزب. وفي ما يتعلق بالتدبير الحكومي، اعتبر العثماني أن العمل الذي تقوم به الحكومة في بدايتها يعتبر "مشرفا"، مشيرا إلى أن الأوراش التي فتحت أو التي ستفتح تعد أوراشا قوية. وشدد على الاستمرار في الاصلاحات التي بدأتها الحكومة السابقة، فضلا عن فتح اصلاحات جديدة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن هناك "زخما وأداءا متصاعدا" للحكومة على عدة مستويات. وأضاف أن الحكومة تولي اهتماما خاصا بالمناطق والمجالات التي تعاني من خصاص على المستوى التنموي والخدمات، مشيرا بهذه المناسبة إلى الزيارات التي تمت إلى عدد من الجهات من أجل الإنصات للمنتخبين والمجتمع المدني ورجال الأعمال وغيرهم، للوقوف على بعض الحقائق على الميدان. وعلى صعيد آخر، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الحزب ملتزم وسيظل وفيا لتحالفاته خاصة مع حزب التقدم والاشتراكية، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا استئناف اجتماعات الأغلبية الحكومية، وأن ميثاق الأغلبية جاهز للتوقيع عليه. من جهته، اعتبر إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني للحزب، أن للمجلس دور كبير، وخاصة في كل المراحل التي عاشها الحزب، مشددا على أنه يتعين على المجلس القيام بدوره كاملا خاصة في ما يتعلق بأداء التقييم الحزبي ودعم الحزب في كل مواقعه. وذكر الأزمي بأن المؤتمر الوطني الثامن الأخير لحزب العدالة والتنمية شهد "نجاحا" من حيث مخرجاته، بفضل تحمل الجميع لمسؤولياته كل من موقعه، وهو الأمر الذي مكن من تجاوز مجموعة من المطبات والمحطات الصعبة بفضل الامتثال لمنهجية الحزب ولمرجعيته وثوابته. وأضاف أنه بعد نجاح المؤتمر، فإن المسؤولية الملقاة على الحزب وكافة أعضائه تتمثل في الحفاظ على هذه " الأداة الإصلاحية" التي تساهم إلى جانب القوى الوطنية من أجل مواصلة الاصلاحات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإضفاء مزيد من المصداقية على الحياة السياسية والحزبية، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يتم على مستوى الحزب إلا بالعمل على تقوية الصف الداخلي والحفاظ على وحدة الحزب، وفي إطار الالتزام بمرجعيته والإدلاء بالرأي نصحا ونقدا وتشاورا. يذكر أن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية انتخب، في دورته العادية التي انطلقت صباح اليوم، عبد العلي حامي الدين، نائبا لرئيس المجلس الوطني للحزب، وكذا أعضاء بمكتب المجلس.