هاجم سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، جهات لن يسميها بالاسم، قال إنها راهنت على انقسام الحزب مباشرة بعد إعفاء الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق ل"المصباح"، من مهمة تشكيل الحكومة. وقال العثماني، في أول دورة يعقدها "برلمان الحزب" اليوم الأحد بالمعهد الوطني للرياضة المعمورة بسلا بعد المؤتمر الوطني الثامن، "إن نفس وسائل العرقلة التي كانت في مرحلة بنكيران ستستمر، وأن توالي الضربات ستتوالى في المراحل المقبلة"؛ ولكنه أكد أن "إخوان المغرب" مصرون على أن يبقى الحزب رائداً ومسؤولاً ومتراصا الصفوف ومخيبا لآمال الذين راهنوا على انقسامه وتخليه عن مشروعه الإصلاحي. وأشار الأمين العام للحزب إلى أن "كل من يترقب على نهاية البيجيدي بعد إعفاء الأستاذ بنكيران، يترقب أمرا لن يقع ما دام أعضاء الحزب يقفون في صف واحد وملتزمين بقيم وقواعد الحزب الأخلاقية والتنظيمية"، وأورد أن "التفاف المغاربة حول البيجيدي أمر يزعج كثير من الخصوم السياسيين، وهو الأمر الذي يدفعهم إلى ضرب القواعد الديمقراطية والانقلاب على الشرعية الديمقراطية". العثماني، وهو يُبرر صعوبة الإصلاح، أوضح أن حزب العدالة والتنمية واع بالعراقيل التي تقف في طريق تحقيق الانتقال الديمقراطي؛ ولكنه شدد على ضرورة تحسين منسوب الديمقراطية والتدرج في الإصلاح تحت يافطة مصلحة الوطن وثوابت الأمة ومقدساته. وعلاقة بالانتقادات التي يوجهها عدد من أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية إلى طريقة إشرافه على الحكومة، أورد العثماني أن "بداية العمل كانت مشرفة من خلال الأوراش التي تم فتحها، وأنه سيواصل في الإصلاحات على نهج الحكومة السابقة، بالإضافة إلى تطوير وتجويد العمل الحكومي". وبخصوص الاحتجاجات الاجتماعية المندلعة في مناطق مختلفة من جهات وأقاليم المملكة، أبرز العثماني أن الحكومة تحاول التفاعل مع جميع المستجدات والمطالب المشروعة التي تعبر عنها الساكنة، خصوصا على مستوى التنمية والنقص في الخدمات العمومية. من جهة ثانية، دعا إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني للبيجيدي، أعضاء الحزب إلى دعم حكومة العثماني وفريقه البرلماني حتى يقوم بدوره على أكمل وجه. وشدد القيادي الإسلامي على ضرورة المحافظة على وحدة تنظيمه، لمواصلة الإصلاحات السياسية والاجتماعية وتقوية الصف الداخلي. وكعادته دائماً، خطف عبد الإله بنكيران الأضواء خلال حضوره الجلسة الافتتاحية للدورة العادلة للمجلس الوطني لحزب "المصباح"، حيث رفض الجلوس في المقاعد الأمامية بالرغم من أن أعضاء الأمانة العامة طلبوا منه ذلك لأكثر من مرة. واختار بنكيران، الذي أخذ مسافة من الحزب بعد رفض التجديد له لولاية ثالثة، الجلوس في المقاعد الخلفية، بجانب عدد من الصحافيين. وقال في تصريح مقتضب للصحافة: "مهمتي على رأس الحزب انتهت مع المؤتمر الأخير، وأنا مجرد عضو عادي أحضر أشغال المجلس".