سادت حالة "إحباط جماعي" في صفوف نخبة من حزب العدالة والتنمية، المنتمين إلى المجلس الوطني، مباشرة بعد إعلان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، عن الأغلبية، التي ستتشكل منها حكومته، والتي كان من ضمنها حزب الاتحاد الاشتراكي. النخبة المحبطة من "البيجيدي"، منها من كتب تدوينات فيسبوكية، قال فيها إنه "سيسجل يوم 25 مارس 2017 بيوم الحزن"، في إشارة إلى تجاوز سعد الدين العثماني الخطوط الحمراء، التي كان قد رسمها سلفه بنكيران في وجه الاتحاد الاشتراكي، ومختلف الاشتراطات، التي قدمها أخنوش، ومن معه، قبل أن يكلفه ذلك إعفاءه من قبل الملك. وانبرى آخرون إلى القول: "اختيار المعارضة بعزة وكرامة خير من التدبير الحكومي بطعم الإبتزاز، والذل". واعتبروا أن تشكيل الأغلبية الحكومية برئاسة سعد الدين العثماني تمت تحت الضغط، والابتزاز، بينما اعتبر بعضهم أن يوم الإعلان عن أغلبية سعد الدين العثماني كان يوما حزينا في تاريخ الديمقراطية الناشئة في المغرب، لأن قيادة البيجيدي استجابت لكل الاشتراطات، والابتزازات، التي كان قد واجهها بنكيران، قبل إعفائه، بكل شراسة. ويرى عدد من أعضاء المجلس الوطني أن قيادة العدالة والتنمية، التي قبلت بوجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، خرقت البند الثالث في البيان الختامي لبرلمان حزب العدالة والتنمية، الذي شدد على ضرورة احترام الإرادة الشعبية، ونتائج اقتراع يوم 7 أكتوبر. ودعا الأعضاء نفسهم الحزب إلى توضيح قرار القبول بالكثير من التنازلات إلى الرأي العام، لاسيما بعدما تمت التضحية ببنكيران.