في إطار كشف المستور، وتمكين المواطنين من بعض المعطيات التي تهم الدعم العمومي للصحافة الوطنية، والتي يحاول البعض التستر عليها منذ بدأ العمل بهذا الإجراء، إرتأينا في موقع تليكسبريس تنوير الرأي العام بهذا الصدد بعد ان أصبحت عملية دعم الصحف والمواقع الالكترونية تحيد عن فلسفتها الرامية أساسا إلى الرفع من قيمة ومستوى مهنة الصحافة ، وإعطائها المكانة اللائقة مع أسبقية دعم المقاولة الصحفية الفتية لتتمكن من تذليل الصعاب أمامها ومواجهة المنافسة الشرسة التي يعرفها الميدان.. وسنبدأ في حلقة اليوم بالمسؤول الأول عن فيدرالية الناشرين المغاربة، أو كبيرهم الذي علمهم ذلك الأمر.... كما يلقبه الزملاء الصحافيون: يستفيد الزميل نور الدين مفتاح من دعم سنوي على جريدة الأيام الاسبوعية بقيمة 180 مليون سنتيم وهو الدعم الذي يدخره لمدة تزيد عن خمسة عشرة سنة أي منذ أن تم سن الدعم العمومي للجرائد والصحف المسماة مستقلة. وبعملية حسابية بسيطة، وإذا ما احتسبنا فقط خمس سنوات الأخيرة لعقد البرنامج الذي ينتهي هذه السنة، يكون السيد نور الدين مفتاح قد استفاد من قيمة إجمالية تساوي 900 مليون سنتيم.. وبعملية حسابية بسيطة تكون الدولة قد اكرمت السيد مفتاح بغلاف مالي يقدر ب 15 مليون سنتيم شهريا، بما فيها شهور وأيام العطل والسبت والأحد مما يعني أن السيد مفتاح له تعويض يقدر ب 5000 درهم يوميا. فليس هناك مسؤول في المغرب يتقاضى تعويضا يقدر ب 15 مليون في الشهر، حتى ولو كان من كبار ضباط الجيش وأركان الحرب ووزراء ورجال دولة.. هذا بالنسبة للدعم الذي ترصده الدولة للسيد نور الدين مفتاح، أما بخصوص المداخيل الأخرى يا سادة فلا تستعجلوا الأمر واضبطوا اعصابكم جيدا، ومن لديه حساسية ننصحه ان لا يكمل القراءة.. السيد نور الدين مفتاح هو الوحيد ضمن مدراء النشر الذي دافع داخل لجنة الدعم بأن يكون له تعويض على الألوان البراقة لجريدته، فرغم أن الدعم العمومي للجرائد يستهدف الورق فقط فهو أضاف المداد الملوّن يعني الماكياج. ولأول مرة تدخل الدولة المغربية بتاريخها المجيد وقامتها الطولية العريضة في لعب "الدراري" وتوافق له على قيمة دعم إضافية لملونات جريدته. وهكذا أصبح مفتاح يأخذ دعما إضافيا على المكياج، رغم أن المكياج غير مدعم من طرف الدولة المغربية، أي من أموال المواطنين دافعي الضرائب. السيد مفتاح، "الله يزيدو خير في خير" كما يقول المغاربة، لم يتوقف عند هذا الحد، كيف لا والمثل الشعبي التجاري يقول "الله يجعل الغفلة بين البايع والشاري"، بل قام بضغط كبير على اللجنة لكي تكافئه على نقل جريدته عبر الطائرة الى باريس وبروكسيل، وفعلا كان له ذلك، في خرق سافر لجميع بنود عقد البرنامج من خلال خضوع الدولة لرغباته والموافقة على طلبه، وهكذا تم منحته دعما إضافيا لنقل جريدته "العروس" كل اسبوع من مطار الدارالبيضاء الدولي الى مطار شارل دوغول في باريس ومطار شارلروا الدولي ببروكسيل.. وقولوا باز.... هذا بالنسبة للدعم العمومي أما قيمة مداخيل الإشهار فحدث ولاحرج، لأن مداخيله تفوق مليار سنتيم في السنة، ومداخيل مبيعات الجريدة فهي تافهة لأنها لاتباع كما ينبغي الأمر. ولأن الزميل نور الدين مفتاح أصبح بارعا في كيفية شفط الدعم العمومي، فقد تفتقت عبقريته عن فكرة تأسيس موقع الكتروني حشر فيه صحافيين من جريدته الأيام ليزاحم المقاولات الصغرى مثلنا، ويضع ملفا ثالثا يطلب دعما آخرا لهذا الموقع(وهو في حقيقة الأمر بوابة لجريدته الورقية)، كان له ذلك، لسبب بسيط هو انه الكل في الكل داخل اللجنة مادام هو رئيس الباطرونا في مجال النشر.. ورغم أن فلسفة الدعم تمنع على شخص واحد أن يستفيد من دعم مزدوج بإعتبار أنه موجه للتعددية والإختلاف في الرأي. فإن الدولة غافلة عن هذا الأمر وكأن الأيام الورقية لها توجه ماركسي لينيني، والأيام الإلكترونية لها خط تحريري وهابي أوشيعي ينبئ بالمهدي المنتظر. والعجيب في دبلوماسية السيد رئيس الحكومة عفوا رئيس الفيدرالية، أنه عندما تلجأ إليه ليدافع عن ملف مقاولتك البسيطة المتهالكة يجيبك ببرودة وحسرة حتى أنه يدخل على قلبك الحزن من كثرة المتاعب التي يصدم بها ليقنع اللجنة بخرافة مقاولتك المتخلفة، التي ما هي سوى بوق من أبواق المخزن حسب ما يروّج له ضدنا في كل مناسبة. كيف لشخص أنيطت له مسؤولية الدفاع عن الآخرين، و همه الوحيد هو الدفاع عن مصالحه وحشد الدعم من داخل اللجنة لربح المزيد من أموال الغنيمة عن طريق موقعه وجريدته الورقية..وفي هذا الصدد يبقى مفتاح وفيّ لقول المغاربة :"خيرنا مايدّيه غيرنا"، وذلك سيرا على نهجه في الوفاء للعديد من الافكار والأمثال الشعبية التي أكل الدهر عليها وشرب، وبقي مفتاح للاسف متشبثا بها عوض التشبع بروح المواطنة والوطنية ومبادئ وأخلاق مهنة الصحافة وليس اقتناص الفرص والتحايل على القانون في استغلال تام لعدم المراقبة والمتابعة في هذا المجال.. فمتى تضع الدولة حدا لهذه الممارسات وتحاسب كل واحد على ما استفاد منه في إطار الدعم العمومي، خاصة في مجال الصحافة التي أضحى بعض الاشخاص يسيئون إليها من خلال ممارسات تتنافى مع نبل هذه المهنة الشريفة.