تم مساء أمس الخميس بالرباط، توشيح بهيجة السيمو، مديرة الوثائق الملكية، بوسام جوقة الشرف برتبة ضابط للجمهورية الفرنسية، وذلك تقديرا لعملها لفائدة الذاكرة الوطنية المغربية التي تهم البشرية جمعاء، والصداقة القائمة بين المغرب وفرنسا. وتم تسليم هذا الوسام للأستاذة بهيجة السيمو من قبل السفير الفرنسي المعتمد بالمغرب، جون فرانسوا جيرو، باسم رئيس الجمهوية الفرنسية. وأعرب جيرو، في كلمة بالمناسبة، عن سعادته بتسليم هذا الوسام إلى مديرة الوثائق الملكية، واصفا إياها ب "حارسة الذاكرة الوطنية المغربية" و"المدافعة عن الصداقة بين المغرب وفرنسا" و"المحافظة على ثرات غني يهم، إلى جانب المغرب، البشرية جمعاء". وأضاف أن السيمو، باعتبارها "مؤرخة وتهتم بشغف بالأرشيف، أعطت دفعة جديدة لهذه المؤسسة الرئيسية التي تجمع وتصنف وتنشر الوثائق ذات الصلة بتاريخ الدولة المغربية، والعلاقات الدبلوماسية مع البلدان الأجنبية"، مشيرا إلى أن مديرية الوثائق الملكية تضم رصيدا وثائقيا متنوعا هاما يعكس عراقة التاريخ المغربي. وأبرز الدبلوماسي الفرنسي أهمية العلاقة القائمة بين المملكة وفرنسا، التي تحتل حيزا مهما في المسار المهني للسيدة السيمو، والتي قدمت فيها إسهاما متميزا، مشيرا إلى أنها عملت بشكل وثيق مع عدد من المؤرخين الفرنسيين، ونسجت علاقات متميزة مع مؤسسات فرنسية كبرى، من قبيل الأرشيف الدبلوماسي، والأرشيف الوطني، والمكتبة الوطنية الفرنسية، ومعهد العالم العربي، ومتحف اللوفر. وأشار في هذا السياق إلى أن السيمو ألفت عدة منشورات تعنى بالعلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا، وكانت فاعلة في تنظيم العديد من المعارض التي ميزت الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا، مذكرا بالمعرض الأخير حول "روائع الكتابة بالمغرب"، الذي افتتحته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ورئيس الجمهورية الفرنسية. من جانبها، أعربت بهيجة السيمو عن اعتزازها وسعادتها بهذا التوشيح، مؤكدة أن المغرب وفرنسا تمكنا، منذ القرن الثالث عشر، من كتابة تاريخ مشترك غني بالمبادلات الدبلوماسية والثقافية والتجارية، تاريخ تخللته أحداث استثنائية أبرزت المغرب كحامل للقيم العالمية للسلام والحرية والديمقراطية، متجاوزا في ذلك الاختلافات ذات الصلة باللغة أو الثقافة أو الدين. وأوضحت أن هذه الأعمال في مجملها تندرج في سياق فلسفة جلالة الملك محمد السادس، الذي لم يذخر، منذ اعتلائه العرش، أي جهد لتقوية هذا التوجه وتعزيز الروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وفرنسا. يذكر أن بهيجة السيمو تابعت دراساتها التاريخية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وحصلت بعد ذلك على دبلوم الدراسات المعمقة من جامعة فرانش-كومتي، في بيزانسون، وعلى دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون (باريس) في موضوع الإصلاحات العسكرية في المغرب من 1844 إلى 1912، فضلا عن دكتوراه دولة من جامعة محمد الخامس بالرباط. وكان للأستاذة السيمو مسار جامعي ناجح في التدريس، إذ شغلت في سنة 2002 منصب أستاذة للتاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس، وهي أيضا متخصصة في التاريخ العسكري للمغرب، لاسيما خلال القرن التاسع عشر والسنوات التي سبقت فترة الحماية الفرنسية، ونشرت عددا من الكتب والمقالات في هذا الموضوع كما شاركت في عدة ندوات وطنية ودولية.