أكدت القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي –الاتحاد الأوروبي، التي اختتمت اشغالها اليوم الخميس بأبيدجان، إرادة الطرفين تجديد الشراكة الاستراتيجية الإفريقية الأوروبية عبر إدراج أولويات مشتركة في استراتيجية التعاون والشراكة بين الطرفين. وشكلت محاور الاستثمار في الشباب، والتعليم، والعلوم، والتكنولوجيا، وتطوير الكفاءات، أبرز مجال استراتيجي أولوي حدده الإعلان الذي توج أشغال هذه القمة، والذي أكد على أهمية الرفع من الحس المقاولاتي في صفوف الشباب من أجل ربط أفضل بين التعليم وكفاءات التشغيل، وتحرير الطاقات عبر البحث والابتكار، وكذا عبر تطوير التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. مجال آخر ذو أولوية مشتركة يتمثل في تعزيز السلم والأمن والحكامة، حظي باهتمام رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي الذين أكدوا على التزامهم بالإبقاء على السلم والأمن في صلب الشراكة الإفريقية الأوروبية من أجل تنمية مستدامة. وحسب الإعلان، فإن "شراكتنا تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون المؤسساتي. وفي هذا الإطار، اتخذنا قرارا بدعم تنفيذ حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية"، كما هو منصوص عليه في أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي. وفي هذا الصدد، أبرزت القمة نجاح نشر علميات دعم السلم من طرف الاتحاد الإفريقي وبعثات الاتحاد الأوروبي، وأشادت بمساهمات الدول الإفريقية والأوروبية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وبخصوص الموضوع الثالث ذي الأولوية، والمتعلق بتعبئة الاستثمارات من أجل تحول هيكلي في إفريقيا، أكدت القمة الإرادة الحازمة للطرفين لتعزيز الجهود المشتركة من أجل إحراز تقدم في التحول والتنمية الاقتصادية، وذلك بهدف خلق نمو مندمج ومستدام، وفرص شغل أكثر وأفضل، ولاسيما لفائدة الشباب والنساء. كما أكد قادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي إرادتهم النهوض بالتجارة بين الدول الإفريقية، وكذا تحقيق اندماج اقتصادي أكبر. كما أعربوا عن التزامهم بتعزيز العلاقات التجارية بين أوروبا وإفريقيا، ولاسيما عبر إرساء حوار مهيكل مع القطاع الخاص الأوروبي والإفريقي، ومزيد من تعزيز العلاقات التجارية بشكل مفيد للطرفين. وبخصوص محور الهجرة والحركية، الذي يعد بدور مجالا ذا أولوية، فإن قمة أبيدجان أكدت الالتزام السياسي الحازم للمشاركين من أجل التصدي للأسباب العميقة للهجرة والتدبير الفعال لتدفقاتها وفق روح الشراكة الأصيلة والمسؤولية المشتركة، وفي إطار الاحترام التام للالتزامات الدولية ولحقوق الإنسان. وفي كلمة خلال الجلسة الختامية لهذه القمة، أكد الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، أهمية هذه القمة التي تفتح صفحة جديدة في الشراكة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي للسنوات الثلاث المقبلة، مبرزا إرادة الطرفين إعادة صياغة هذه الشراكة على أسس متجددة وتسريع تنزيلها. كما أبرز الأهمية الكبرى التي أولتها هذه القمة لفئة الشباب. من جهته، قال الرئيس الغيني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، السيد ألفا كوندي، إن أوروبا وإفريقيا، وعبر المؤسسات القارية، يجمعهما تاريخ من التعاون الذي تعزز خلال السنوات الأخيرة. وقال ألفا كوندي، "إن قارتينا مترابطتان في ما بينهما لأن التاريخ والجغرافيا يجمعانهما"، مؤكدا الإرادة المشتركة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي تطوير العلاقات التجارية بينهما في إطار شراكة مربحة للطرفين.