لامست مائدة مستديمة نظمت أمس بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالعرفان بالرباط، جوانب أخلاقيات مهنة المتاعب والحاجة إلى التقيد بمبادئ أخلاقيات المهنة للرقي بالإعلام الوطني والرفع من قيمته وحضوره. وحاول المشاركون في المائدة المستديرة، التي نظمت بشراكة بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومكتب اليونيسكو بالرباط، تطويق المشاكل التي تحول دون اعتماد ميثاق لأخلاقيات المهنة في المغرب، رغم أن النقاش في هذا الموضوع بدأ منذ 20 سنة ولم ينته. وفي هذا الصدد، قال يونس مجاهد، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن احترام أخلاقيات المهنة ستحتم على المهنيين تقديم خدمة رفيعة في التغطية الإعلامية ومواكبة الأحداث وإنتاج الأخبار، في الوقت الذي أصبحت فيه هذه المسألة ضرورة ملحة في زمن التكنولوجيا الحديثة وانتشار الإعلام الالكتروني ومواقع التواصل وظهور ما بات يصطلح عليه بالمواطن الصحفي. وأضاف مجاهد في مداخلته حول أخلاقيات المهنة في الصحافة المغربية، أن الفترة الحالية تتطلب تعبئة شاملة من قبل جميع المهنيين لوضع ميثاق للأخلاقيات وترسيخ هذه المبادئ في صفوف العاملين في القطاع، موضحا في الوقت نفسه، أن المشكل كان مطروحا منذ ظهور الصحافة، لكن كان أخف مما هو عليه اليوم. وعن أسباب عدم إخراج ميثاق حقيقي لأخلاقيات المهنة، أكد مجاهد، أن هناك جيوب مقاومة، وسبق للجنة الحكماء التي كان يرأسها الراحل العربي المساري أن حاولت مرارا لوضع لبناته، إلا أنها قوبلت بنوع من المقاومة من طرف المسؤولين، لكن على الأقل كللت هذه الخطوات في النهاية بنجاح على مستوى تنظيم المهنة، بينما بقيت الأخلاقيات معلقة إلى حين. ويرى يونس مجاهد، أن حل هذه القضية سيكون بيد المجلس الوطني للصحافة، كما ينبغي تشكيل هيئة مستقلة لأخلاقيات المهنة تضم ممثلين عن النقابة والناشرين ومجتمع مدني وشخصيات ذات مصداقية.