اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بنفي الرئاسة الجزائرية أن يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد تحدث عن رغبته في الترشح لولاية خامسة. وخصصت الصحف تعاليقها وتحاليلها لنفي الرئاسة الجزائرية أن يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد خص الرئيس السابق للجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، باستقبال، والذي قد يكون الرئيس الجزائري عبر خلاله عن رغبته في الترشح لولاية خامسة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن هناك من يتساءل ليس فقط حول مدى صحة هذه الوقائع، ولكن أيضا حول الخلفيات التي تلف الخرجة التي قام بها المحامي و نفي رئاسة الجمهورية، على حد سواء. وذكرت بأنه بعيد نشر العديد من الصحف الوطنية، أول أمس الأحد، ومن قبل العديد من المواقع الالكترونية لتصريحات المحامي، التي تطرق فيها لتفاصيل لقاء قد يكون عقده مع الرئيس بوتفليقة، سارعت رئاسة الجمهورية إلى إصدار بيان وصفت فيه هذه التصريحات ب "الافتراءات". وتحت عنوان "بوتفليقة-قسنطيني: من يقول الحقيقة"، لاحظت الصحيفة أنه في الوقت الذي لم يتم فيه بعد اختراق السر الكامن وراء تعيين وزير السياحة خلال تنصيب حكومة تبون ، وهو التعيين الذي لم يستمر طويلا، وقبل ذلك بقليل استبعاد الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بشكل غير معهود، تأتي حادثة أخرى لتلقي المزيد من القتامة في الرؤية حول عمل المؤسسات والآفاق السياسية للبلاد. من جهتها، كشفت صحيفة (الخبر) أن الجزائريين اعتقدوا في لحظة ما أن الحكم أراد وضع حد للتكهنات حول قضية الولاية الخامسة وما إذا كانوا قد صدقوا أن قسنطيني كان أكثر وضوحا بالقول: "لقد لمست لديه رغبة الترشح لولاية خامسة، خلال لقائي به، الأسبوع الماضي". وتساءلت ماذا حدث لهذا الإطار السامي السابق بالرئاسة لكي يهدي بهذا الشكل حول موضوع يكتسي كل هذه الأهمية؟ وهل تسرع في نشر رسالة يفترض أن تعرف على نطاق ضيق؟ واعتبرت أن النفي الصادر عن الرئاسة يعيد على المستوى النظري طرح قضية الولاية الخامسة مجددا، مضيفة أنه على الرغم من ذلك فإن الجواب لم يعد سرا إلا بالنسبة للذي يرغب في ذلك: كل المعطيات تشير إلى أنه يتم التهييء للاستمرارية بدءا من ميزانية سنة 2018. من جانبهما تساءلت صحيفتا (الشروق) و(الوطن) لماذا سارعت الرئاسة، التي نادرا ما تتحرك إزاء ما يقال وما يكتب عن بوتفليقة، إلى نفي "إثباتات" رجل معروف بأنه مقرب من دائرة الرئاسة؟ ما الذي يزعج في تصريحات قسنطيني؟ هل اللقاء مع بوتفليقة أو رغبته المعلنة في الترشح لولاية خامسة؟ هل يمكن لقسنطيني، رجل القانون، أن يخترع لقاء مع الرئيس بوتفليقة؟ هل هناك حسابات سياسوية وراء هذه التصريحات؟ أما صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) فترى أن السيد قسنطيني إما اخترع هذا اللقاء أو أنه التقى بالفعل برئيس الدولة وأن فحوى تصريحاته لم تحظى بالرضا، على أعلى مستوى، مضيفة أن الأمر يتعلق بفرضيتين ولكن لم يصدر سوى توضيح واحد بشكل رسمي من خلال رد فعل الرئاسة. وفي حالة ما إذا كانت رواية المحامي حول الرغبة في الترشح لولاية خامسة صادقة فإن ذلك ليس أمرا صادما على اعتبار أن هذا الخيار وارد بشكل جدي، على لسان الأحزاب التي يقال إنها تشكل الأغلبية. بدورها أوردت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) الالكترونية تصريح السيد قسنطيني، الذي قال فيه "لقد التقيت الأسبوع الماضي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وتناقشنا لمدة ساعة. وهذه هي المرة الرابعة التي ألتقيه فيها هذه السنة. أنا أعرفه منذ أزيد من 30 سنة. لقد لاحظت أن رغبة كبيرة تحدوه للترشح لولاية خامسة". واعتبرت الصحف الجزائرية أن السيد قسنطيني أزال الشك الذي ارتكزت عليه دائما استراتيجية التواصل السياسي التي ينهجها النظام الجزائري، وأنه يتعين أن تبقى الرؤية بالنسبة للرأي العام وللمواطن بصفة عامة قاتمة مع الرسائل التي يزعم أن ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) كشف عنها والذي أكد أن "الجبهة ستفوز بهذه الانتخابات تحت الرقم 5 وستنتزع الولاية الرئاسية الخامسة".