أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، أن الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة٬ الذي عقد أمس الخميس بواشنطن٬ "يشكل لبنة جديدة في صرح الإنجازات التي حققها المغرب". وأبرز العمراني٬ في الكلمة الختامية للدورة الأولى لهذا الحوار٬ أنه "تم٬ تحت قيادة صاحب الجلالة٬ تفعيل سلسلة من الاتفاقات الهامة خلال السنوات العشر الأخيرة٬ تبرز الاهتمام المتنامي والملموس بتعزيز العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة"٬ مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاقية التبادل الحر٬ وتعيين المغرب حليفا رئيسا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي٬ وحساب تحدي الألفية.
وقال إن هذا الحوار الاستراتيجي يأتي ل"يعزز العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين٬ تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما".
وسجل أنه في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العديد من الاضطرابات٬ اتفقت الولاياتالمتحدة والمغرب على ضرورة أن يشكل التزامهما المتعلق بمبادئ الحريات والعدل وحقوق الإنسان والحوار الثقافي والممارسات الديمقراطية فضلا عن احترام السيادة والوحدة الترابية٬ الركائز الأساسية لأي بنية حكومية صاعدة".
وأوضح أن الولاياتالمتحدة والمغرب "التزما من خلال هذا الحوار الاستراتيجي بتحديد وتطوير فرص ووسائل دعم هذه المبادئ النبيلة".
وقدم العمراني في هذا السياق لمحة عن خلاصات لجان العمل الأربعة التي اهتمت بالمجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والتربوية.
فعلى المستوى السياسي والأمني٬ أوضح أن المغرب والولاياتالمتحدة اتفقا على إيلاء الأولوية للنهوض بالممارسات الديمقراطية وحقوق الإنسان٬ وتعزيز استقلالية المرأة على جميع المستويات٬ ودعم دولة الحق والقانون٬ وتكثيف الجهود لمكافحة التهديد الإرهابي المتنامي لتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل والصحراء٬ ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأبرز أن "الرباط وواشنطن يعملان بتوافق بشأن القضايا المطروحة على مجلس الأمن ٬ خصوصا الوضع في سوريا"٬ مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب سيحتضن الاجتماع المقبل لأصدقاء الشعب السوري.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية٬ أكد الجانبان على الضرورة القصوى لتعاون وثيق لتسوية مستدامة لهذا الخلاف"٬ مذكرا في هذا الصدد بكلمة كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون٬ في افتتاح هذا الحوار الاستراتيجي٬ والتي جددت خلالها التأكيد على أن المخطط المغربي للحكم الذاتي مشروع جدي وذو مصداقية وواقعي.
وأشار الوزير إلى أن كلينتون أكدت أن الولاياتالمتحدة ستواصل أن دعم الولاياتالمتحدة لهذا الحل لم يتغير وسيظل سياسة لإدارة أوباما "٬ مؤكدا أن "المغرب سيواصل العمل بحسن نية في إطار مسلسل الأممالمتحدة لإيجاد حل لهذه القضية".
وأكد أن "الوضع المقلق بالساحل يضفي طابعا استعجاليا على هذا التوافق من أجل مواجهة انعدام الأمن المتنامي الذي يهدد المنطقة وتأمين مستقبل أفضل للشعوب المغاربية".
وعلى الصعيد الاقتصادي٬ اتفق الطرفان على إحداث لجنة خاصة تهتم بقضايا الأمن الغذائي وتنمية الطاقات المتجددة والمحروقات".
وأضاف أن الطرفين اتفقا أيضا على دعم تعاون ملموس بين القطاعين الخاصين بالبلدين عبر مجموع التراب المغربي (..) وتنمية الاستثمارات والمبادلات التجارية".
وفي هذا الإطار٬ أكد الوزير أن المغرب نوه بمقترح هيلاري كلينتون عقد مؤتمر لرجال الأعمال المغاربة والأمريكيين قبل متم سنة 2012.
وفي الشق الثقافي والتربوي٬ أشار إلى أن الرباط وواشنطن أكدا عل ضرورة تعزيز التفاهم والاعتراف المتبادل في المجال الديني٬ من خلال تفعيل برامج تعليمية تربوية٬ ودعم الحوار بين الأديان.
وخلص العمراني إلى أن المغرب والولاياتالمتحدة يدركان العلاقة القائمة بين السلام والتسامح وتأثيرهما على الاستقرار والأمن٬ ويجددان التأكيد على "التزامهما المشترك بتعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات والثقافات الأديان".