أكد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر اعمارة٬ أمس الخميس بالدارالبيضاء٬ أن إستراتيجية "مغرب الابتكار"حققت حصيلة إيجابية منذ إطلاقها في يونيو 2009. وقال اعمارة في كلمة له٬ ضمن لقاء احتضنه الاتحاد العام لمقاولات المغرب وخصص لتقديم النتائج الرئيسية لأوراس الإستراتيجية المذكورة٬ أن هذه الإستراتيجية التي اعتمدت خلال القمة الوطنية الأولى للابتكار تعتبر خطوة تشاركية من شأنها أن تسهم في جعل الابتكار رافعة رئيسية لتقوية تنافسية المقاولات٬ وتعزيز موقع المغرب كبلد منتج للتكنولوجيا٬ والنهوض بمجال البحث والتنمية على مستوى الجامعات٬ وتمكين المملكة من استقطاب الباحثين ونشر ثقافة الابتكار.
وأبرز أن أهداف الإستراتيجية تتلخص بشكل أساسي في إنتاج ألف براءة اختراع وإحداث 200 مقاولة ابتكارية ناشئة في أفق 2014٬ مشيرا إلى أنها تشمل 13 ورشا تم تجميعها في أربعة محاور تهم الحكامة والإطار القانوني والبنيات التحتية والتمويل ودعم الابتكار وتعبئة الكفاءات والترويج للكلوسترات (التجمعات).
وبخصوص المحور الأول٬ ذكر الوزير أنه تم إحداث صندوق لدعم الابتكار تبلغ ميزانيته 380 مليون درهم وتحويل المشاركة السنوية للدولة برسم سنة 2012 وإنشاء صندوق دعم الكلوسترات (62 مليون درهم) علاوة على تحرير التمويلات الخاصة بالمشاريع المعتمدة في إطار برنامج "انطلاق" لدعم المقاولات الابتكارية الناشئة وبرنامج "تطوير" الخاص بدعم المقاولات الحاملة لمشاريع ابتكارية ومشاريع للبحث والتنمية حيث وصل مجموع المشاريع المعتمدة في إطار البرنامجين إلى 25 مشروعا بميزانية تقدر بíœ 4ر20 مليون درهم.
وفي ما يتعلق بالبنيات التحتية٬ أوضح اعمارة أنه جرى انتقاء أربع كلوسترات (رقمية٬ ميكرو إلكترونية٬ إلكترونيك وميكاترونيك٬ تثمين منتجات البحر)٬ ودعم تمويل مركز تقنيات الابتكار (45 مليون درهم) مع مواصلة سياسة بناء مدن الابتكار (مراكش٬ فاس٬ الرباط٬ الدارالبيضاء).
وأشار إلى أنه يجري إعداد مجموعة من النصوص التشريعية لتعزيز الإطار القانوني لهذه الاستراتيجية٬ معتبرا في معرض استعراضه لخطة عمل 2013 أن الابتكار قضية تهم الجميع ولا تخص الدولة فقط لذا لابد من تضافر جهود جميع المعنيين والمتدخلين من أجل ترسيخ ثقافة الابتكار التي تعد ضرورة لازمة لتقوية تنافسية المقاولات الوطنية.
من جهته٬ ذكر نائب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، صلاح الدين القدميري، أن هذه الإستراتيجية جاءت لتشغل الفراغ الذي عرفه برنامج دعم المقاولات خاصة على مستوى الإنشاء وتوفير آليات التمويل.
وشدد بالمناسبة على أهمية إدماج الاقتصاد المغربي في محيط المعرفة والابتكار٬ ملحا على ضرورة بلورة ميثاق حقيقي يجمع بين كافة المتدخلين إضافة إلى إيجاد جسور متينة للتواصل مع الجامعات بغية النهوض بمجالي البحث والابتكار.
وأبرز أنه من المهم توسيع مجال إستراتيجية "المغرب الابتكار" لتشمل كافة جهات المملكة٬ داعيا إلى تكثيف التواصل بخصوص آليات ووسائل التمويل المتوفرة والموجهة للنهوض بالابتكار.
وشهد اللقاء تقديم شهادات لحاملي مشاريع معتمدة في إطار هذه الإستراتيجية وتوجيه الدعوة للباحثين للمشاركة في الدورة الثانية من برنامجي "انطلاق" و"تطوير" التي أعلن عنها في غشت الماضي.