منح التعادل الإيجابي الثمين الذي حققه فريق الوداد الرياضي البيضاوي (1-1) ،خلال مواجهته نهاية الاسبوع الماضي للنادي الأهلي المصري برسم ذهاب عصبة الابطال الافريقية ،على أرضية ملعب برج العرب في الاسكندرية ،شحنة معنوية قوية لمكونات فريق القلعة البيضاوية الحمراء، الذي يمني النفس بتحقيق انجاز تاريخي خلال مباراة الاياب ، التي سيحتضنها مركب محمد الخامس، مساء يوم السبت المقبل، و ربط الماضي بالحاضر من خلال الظفر بلقبه القاري الثاني، بعد أن كان قد توج بطلا للمسابقة الأغلى افريقيا سنة 1992 أمام الهلال السوداني. لكن ،بالرغم من التقدم في النتيجة ، التي ترجح مبدئيا كفة الوداد في التتويج ، و عامل المؤازرة الجماهيرية الكبيرة المنتظرة في مركب محمد الخامس (ملعب العرب) ،فإن مكونات الفريق البيضاوي ،من لاعبين وطاقم تقني ومكتب مسير ، يجمعون على أن اللقب لم يحسم بعد و يستشعرون صعوبة الموقعة التي ستجمعهم مع فريق صعب المراس خارج قواعد ، اكتسب ما يكفي من التجارب في مثل هكذا مواجهات . و الواقع ، فنتيجة التعادل الايجابي التي أسفر عنها لقاء الذهاب ، إن كانت في حقيقة الامر تلقي بالضغط على لاعبي الاهلي و تجبرهم على اعتماد خيار الهجوم بغية التهديف و قلب الطاولة على أصدقاء العميد ابراهيم النقاش ،فإنها تحتم على الوداد توخي الحيطة و الحدر،بشكل عقلاني، وغلق كل المساحات التي قد تشكل خطرا على مرمى الحارس زهير العروبي، وعدم الإفراط في التكثل الدفاعي أو الاكتفاء بالحملات المضادة . و بالتالي ، سيكون على الإطار التقني المغربي حسين عموتة اعتماد نهج تكتيكي يمتص به الضغط الذي قد يمارسه لاعبو الاهلي ، مع بناء الهجومات بشكل سلس عبر احتكار الكرة و القيام بالتمريرات القصيرة و المحكمة ، خاصة و أن قوة فريق الوداد تمكن في خط وسطه المكون من الثلاثي ابراهيم النقاش و صلاح الدين السعيدي و وليد الكرتي ،و الذي بحسب ما راكمه من فعالية و نضج تكتيكي ، تمكن من حسم النتيجة في أكثر من مباراة . هذا المعطى ، التقني و التكتيكي يأخذه المدرب حسين عموتة بعين الاعتبار، إذ قال في تصريحات للصحافة أول أمس الثلاثاء ،عقب الحصة التدريبية التي خاضها الفريق الاحمر بملحق المجمع الرياضي الامير مولاي عبد الله بالرباط ، " سنكون حذرين للغاية، فقد نبهت اللاعبين إلى ضرورة تفادى الأخطاء الفردية، خصوصا أن لاعبي الأهلي سيكونون دائما في حالة هجوم بحث ا عن هدف يعيدهم من جديد لأجواء المنافسة على اللقب". و أضاف عموتة أن هناك "جزئيات هامة" ستحسم لقب إياب دوري أبطال إفريقيا، مبرزا أنه "منذ عودة بعثة الوداد للمغرب، ونحن نستعد بقوة لمقابلة الأهلي والتي ستكون صعبة للغاية، خصوصا وأن الفريق المصري متمرس في هذه البطولة وسبق وتوج بها أكثر من مرة ، مشيرا الى أنه طالب لاعبيه " بعدم تلقى أي هدف، واللعب بشكل جماعي، لتفادي أي سيناريو تهديفي للأهلي، و استغلال الكرات الثابتة". وفي معرض حديثه عن الأثر السلبي الذي سيخلفه غياب الجناح الطائر محمد أوناجم ، الذي أصيب بكسر على مستوى كاحل رجله اليمنى خلال لقاء الذهاب ، أكد عموتة قائلا " ليس لدينا أي أزمة في غياب محمد أوناجم، فهناك لاعبين مميزين في صفوف الوداد، وجميعهم قادر على المشاركة بشكل قوي في نهائي دوري أبطال إفريقيا". و يرى المحللون الرياضيون أن فريق النادي الاهلي المصري ،الذي سيعاني بدوره من غياب لاعبين وازنين في مقدمتهم المدافع الايسر للفريق الدولي التونسي علي معلول ، لن يغامر كثيرا باعتماد الهجوم بشكل مكثف مخافة ترك المساحات و الفارغات التي قد يستغلها المارد أشرف بن الشرقي و الجناح النفاثة اسماعيل حداد ، المؤازين بتسربات وليد الكرتي و عبد العظيم غضروف المرشح لتعويض غياب أوناجم . من جانبه ،توقع حسام البدرى ،المدير الفنى للنادي الاهلي ،في تصريحات أعقبت لقاء الذهاب ، أن تكون موقعة السبت المقبل بالدار البيضاء ، "مفتوحة"، وهو ما "سيتيح للأهلي البحث عن نتيجة الفوز"، مضيفا "لن نلعب في لقاء الإياب بتحفظ، لأن لكل مباراة ظروفها وطقوسها الخاصة ". و اعتبر البدري أن التعادل الإيجابى الذي أسفر عنه لقاء الاسكندرية يعد "جزء من الماضى" ، مشددا على ضرورة تحقيق الفوز فى مباراة السبت المقبل و تحدي كل الصعوبات التى ستواجه أبناء الرداء الأحمر وخصوصا الضغط الجماهيري الرهيب الذي غالبا ما يمارسه انصار فريق الوداد البيضاوي . و في هذا السياق ، يجمع المحللون الرياضيون على أن المؤازرة الجماهيرية العريضة ، الاستثنائية و اللامشروطة ، التي ميزت لقاءات فريق القلعة الحمراء ، ستكون مجددا في الموعد خلال موقعة السبت المقبل الحاسمة ، إذ من المنتظر أن يتقاطر الجمهور المغربي من مختلف ربوع المملكة و كذا من خارج أرض الوطن لتقديم الدعم المعنوي ل(وداد الامة)،و الدفع به في اتجاه الظفر باللقب ، خاصة وأن الفريق البيضاوي دافع ببسالة عن الالوان الوطنية و يبصم عن حضور جيد في مسابقة عصبة الابطال