قدم فريق الوداد البيضاوي، الذي حمل آمال المغاربة قاطبة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، أحد أقوى عروضه، عند مواجهته الأهلي المصري، مساء أمس، بملعب برج العرب بالإسكندرية، ضمن ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث كان ندا قويا لنادي "القرن" وفرض تعادلا إيجابيا بهدف لمثله، عزز من حظوظه في نيل لقب "العصبة" الثانية في تاريخه، بعد كأس 1992، التي حملها فخر الدين رجحي الملقب ب "الفريخ"، بأم درمان، عقب الإطاحة بالهلال السوداني. واستطاع الوداد كسر شوكة الأهلي، الذي لا زال طعم السداسية المدوية في شباك نجم الساحل التونسي، خلال دور النصف، يلامس كبرياء لاعبيه، وقَطّع أولى أوتار الثقة داخل مجموعة الأهلي ب"سكين" أشرف بنشرقي، الذي انتفض في الوقت المناسب، وكان المنقذ والملهم داخل القلعة "الحمراء"، التي اختارت اللون السماوي مزينا بعلم مغربي في مواجهة "الشياطين الحمر". فِكر عموتة وثق الحسين عموتة، مدرب الوداد، في "طبخته" التكتيكية في وقت أجمع الكثيرون على فشلها في إيصال الفريق للمجد القاري وملامسة "حلم المونديال" لأول مرة؛ فتفوق بطريقة توظيفه للاعبين داخل المستطيل الأخضر، الذي يراه عموتة رقعة شطرنج يملك مفاتيحها، بعد غلق منافذها بإحكام. عموتة تفوق على الجميع، وكذلك حسام بدري، مدرب الأهلي، بعد أن شل حركة مهاجميه وألغى خصائص السرعة لدى الظهير الأيسر التونسي، ليترك البدري حائرا، تائها يتلمس خده الأيمن فالأيسر، ويطلق إشارات عدم الرضى عن الأداء التحكيمي، الذي نال علامة التميز من خبراء "قضاة الملاعب"، وذلك بفضل الانتشار الجيد للاعبي الوداد ولعبهم الجماعي، واعتمادهم المرتدات الخاطفة التي أرهقت وسط ميدان المصريين. لَسَعات الهجوم حافظ عموتة على تنشيطه الدفاعي الذي واضب على توظيفه في غالبية مباريات الفريق خارج الميدان؛ إلا أنه أعطى حرية أكبر لثلاثي الهجوم، أشرف بنشرقي، محمد أوناجم وإسماعيل الحداد من أجل التوغل لأبعد نقطة في دفاعات الأهلي، دون التفريط في الواجبات الدفاعية، وهو ما منح للوداد الفرصة في تشكيل خطورة كبيرة على دفاع الأهلي. بنشرقي، الذي يعيش أزهى فتراته رفقة الوداد كان سما مميتا في دفاعات الأهلي، حيث "لسع" الفريق المضيف في مناسبة وكاد أن يعيد الكرة مرات أخرى، لولا غياب الدعم بخروج "النفاثة" أوناجم بداعي الإصابة. ووظف الإطار الوطني حسين عموتة لاعبي الهجوم بشكل جيد، مما ساعدهم على الارتداد بسرعة والتحول إلى الهجوم بسرعة كبيرة، مستغلا القوة الضاربة لثلاثي المقدمة، وهي السرعة واللعب في المساحات الفارغة. لُحْمة الدفاع أسهم تلاحم خطوط الوداد في مباراة الأهلي والعمل الجماعي، خاصة في الشق الدفاعي، والمساندة التي وجدها كل لاعب "ودادي" من أقرب زملاءه وتضييق المساحات، في تلقي النادي المغربي لهدف واحد فقط من خطأ في التغطية مع بداية اللقاء، وهو ما أحبط عزيمة لاعبي الأهلي، الذين ملوا من تكرار محاولات، شتتت بنفس الطريقة من على مشارف مربع عمليات الوداد. المهام الدفاعية لكل من الحداد والكرتي وأوناجم ثم خضروف كانت مفتاح "الحمر" لإبطال محركات القوة بالنادي الأهلي، حيث قدمت المجموعة "الودادية" أداء بدنيا راقيا، رغم التعب الكبير الذي نال من بعض اللاعبين قبل دقائق على نهاية اللقاء. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com