تمكن فريق الوداد البيضاوي من التأهل بشق الأنفس إلى ربع نهاية عصبة الابطال الإفريقية، ليلة أول أمس السبت، بعد الانتصار في آخر لقاء له بمجموعته أمام متصدر الترتيب زاناكو الزامبي بهدف واحد، وقعه أشرف بنشرقي في الدقيقة 68 من المباراة، بعد هجمة قادها بمعية الحداد إسماعيل، استغل فيها اختلاطا أمام المرمى، ليفك بذلك شفرة دفاع زناكو، ويعبد طريق ربع النهاية لرفاقه. وعرفت بداية اللقاء ضغطا خفيفا لصالح فريق الوداد البيضاوي، عن طريق اللاعب محمد أوناجم، الذي سدد نحو مرمى زناكو خلال الثواني الأولى من المباراة، في محاولة لزعزعة الدفاع الزامبي، لكن تسديدته لم تكن مؤطرة. ليبدأ الفريق البيضاوي في فرض نوع من الاندفاع العشوائي ضد دفاع زناكو، الذي كان متماسكا وكسر أكثر من مرة الهجمات الودادية، التي كانت تنتهي في أغلب الأوقات بتسديدات ضعيفة وغير مركزة، أو بتمريرات ضائعة أغضبت في كثير من الأحيان الجماهير الغفيرة، التي ملأت كل جنبات مركب مركب محمد الخامس، وكانت تشجع بطريقة رائعة وحضارية. الخطة التكتيكية التي رسمها المدرب عموتة ووجهت بتنظيم دفاعي صارم من طرف لاعبي زاناكو، الذين اعتمدوا على المرتدات الهجومية، والتي اتسمت في غالب الأحيان بالخطورة، خاصة من طرف نجم الفريق سايت ساكالا، والذي يتميز بمهارات تقنية عالية، أقلقت لاعبي الدفاع والحارس العروبي، الذي تصدى لتسديدات هذا اللاعب وهجوذماته أكثر من مرة، خاصة في الدقيقة 20 من الشوط الأول، التي شهدت أول هجوم خطير لزاناكو . الشوط الأول عرف أحد ورد بين الفريقين وتمكن خلاله الوداد من الحصول على ثلاث زوايا، لم تشكل أية خطورة على مرمى الحارس الزامبي تواستر نساباطا، الذي كان متألقا في جل تدخلاته، خاصة أمام تسديدات الحداد وأوناجم، الذي كان نشيطا خلال هده المباراة، قبل أن يتعذر عليه إكمال المواجهة، بعد تعرضه لإصابة خطيرة، فرضت على المدرب عموتة تغييره خلال الجولة الثانية، حيث تم نقله على وجه السرعة لإحدى المصحات الخاصة قصد الخضوع لفحوصات وأشعة دقيقة لمعرفة مدى خطورة إصابته. فريق زاناكو لم يكن بالخصم السهل، بل ظهر بمستوى جيد و دافع بقوة عن المركز الأول الذي كان يتربع عليه بهذه المجموعة، وخلق عدة فرص خطيرة كقذفة اللاعب ساكالا، والتي حولها العروبي إلى زاوية. واستمر زاناكو في ضغطه، وحصل على الزاوية الثانية في ظرف ستة دقائق، ليتبعهما بهجوم مرتد خطير، انتهى بقذفة تصدى لها زهير العروبي بصعوبة في مناسبتين. الشوط الثاني عرفت بدايته نفس سيناريو الجولة الأولى، حيث تم تسجيل اندفاع غير مركز للوداد وبهجمات مرتدة خطيرة لزاناكو، الذي كاد يفتتح التسجيل في الدقيقة 63 بعد طرد لاعبه طاوانغا بوينبا، عقب حصوله على إنذارين، إذ رغم التفوق العددي، ظل الفريق الزامبي خطيرا في هجوماته، بينما كانت هجمات الوداد دون خطورة، رغم دخول خضروف مكان الأصباحي، رغبة من المدرب عموتة في الضغط بأكبر عدد من المهاجمين على دفاع زاناكو، الذي استسلم في الدقيقة 68 لقذفة بنشرقي، بعد أخد ورد أمام مرمى الحارس الزامبي. هذا الهدف أخرج الزامبيين أكثر قصد تعديل النتيجة، الشيء الذي استغله الوداد وكثف من هجوماته وضغطه على الخصم، لكن عدم التركيز والتسرع أضاع على الوداد أهدافا أخرى، كانت ستؤمن النتيجة بشكل نهائي، خاصة بعد دخول آيت بنييدر مكان أوناجم و النقاش بدل الحداد، لينتهي اللقاء، الذي أداره الحكم الغامبي باكاري بابا كاساما، بمساعدة جون كلود بيروشيشاهو من بروندي وأدان رانج من كينيا، بفوز الوداد، وسط أجواء رياضية وروح عالية من طرف بعثة الفريق الزامبي ولاعبيه. فوز الوداد وتأهله إلى دور ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لم يكن بالأمر الهين، حيث تعذب الفريق الأحمر قبل انتزاع بطاقة العبور، وقد ظهر جليا تأثره بغياب فابريس أونداما ووليام جيبور، حيث تأكدت حاجة الوداد رأس حربة صريح إن هو أراد الذهاب بعيدا في هذه المسابقة، كما أن التغييرات التي يقوم بها عموتة تثير الاستغراب أحيانا، خاصة عندما يغير بعض اللاعبين الدين يتألقون في مباريات ويتركهم احتياطيين في مباريات أخرى كاللاعب آيت بنييدر، الذي تألق أمام الأهلي. تصريحات بعد التأهل الحسين عموتة: الفريق الزامبي لم يكن سهلا بعد أن شكر اللاعبين والجمهور الرائع، «الذي ساندنا بطريقة احترافية، والذي يرجع له الفضل الكبير في التأهل إلى ربع النهاية، تطرح الحسين عموتة في حديثه خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المباراة، إلى الصعوبة الكبيرة التي خلقها الفريق الزامبي، حيث «كان جيدا خاصة خلال الشوط الأول، وكاد أن يفتتح حصة التسجيل، حيث كان سيصعب اللقاء أكثر مما هو عليه». ولم يخف عموتة كون لاعبيه خلال هذا الشوط كان فكرهم مشتت وغير مركزين، لكونهم كانوا ينتظرون الهدف بأي طريقة، الشيء الذي أفقدهم التركيز بشكل كبير. وقال إن الشوط الثاني شهد بعض المتغيرات، خاصة بعد طرد اللاعب الزامبي ، حيث «أصبحت المهمة سهلة نوعا ما، فقد نوعنا في الهجومات وتأتى لنا الهدف الأول في توقيت مثالي، لكن رغم دلك كانت المرتدات الهجومية لزاناكو خطيرة» . أشرف بنشرقي: أتمنى أن يظل الجمهور دائما بجانبنا « أنا جد سعيد بهذا الهدف الذي منحنا التأهل إلى ربع النهاية وأشكر الجماهير الودادية والمغربية، التي تساندنا دائما، كما أشكر اللاعبين على المجهودات الكبيرة التي يبدلونها و كذلك المدرب عموتة. وأطلب من الجماهير أن تبقى دائما بجانبنا حتى نمر إلى نصف النهاية والنهاية وإن شاء لله الظفر باللقب لنضيفه إلى خزينة الوداد .