ركزت افتتاحيات بعض أبرز الصحف البريطانية، اليوم الجمعة، على تداعيات الأزمة في إقليم كتالونيا الذي يريد الانفصال عن إسبانيا وردود الفعل المتباينة حول الاستفتاء على انفصال الإقليم المزمع في فاتح أكتوبر المقبل. فقد أشارت افتتاحية ديلي تلغراف إلى وجود تأييد كبير في كتالونيا لإجراء استفتاء في الأول من أكتوبر المقبل على انفصال الإقليم عن إسبانيا، ولكن ليس بالضرورة للاستقلال عنها. وقالت الصحيفة إن الكتالونيين يريدون أن يكون صوتهم مسموعا وقد يكون الأمر بالنسبة للكثيرين منهم أن يتمكنوا فقط من القول إنهم يرغبون في البقاء جزءا من إسبانيا. ويبدو أن الدافع للانفصال اقتصادي أكثر منه ثقافي، إذ إن نصيب كتالونيا الذي تأخذه من النظام الضريبي الوطني أقل مما تضعه فيه. ورأت الصحيفة أن مدريد مصيبة في حكمها على عدم دستورية الاستفتاء، غير أنها أخطأت في رد فعلها الشديد في التعامل مع الاحتجاجات التي اندلعت. وختمت بأنه لا يزال بالإمكان إنهاء هذه الأزمة بهدوء، ولكن للقيام بذلك يجب على الجانبين أن يتذكرا أن ضغط المخاوف المشروعة للمواطنين واعتبار المعارضين خونة وإفساح المجال للعنف بين الفصائل لتحقيق مآرب سياسية ليست علامات على تمثيل جديد وعادل، ولكنها طرق دكتاتورية ظنت البلاد أنها كانت قد خلفتها وراءها. وإذا كان الطرفان مستعدين للتنازل فإن الأزمة الكتالونية يمكن حلها سلميا، وقد بدا ذلك واضحا من جانب الرئيس الكتالوني كارليس بويغديمونت عندما طرح حوارا غير مشروط مع نظيره الإسباني. وفي السياق ذاته، أشارت افتتاحية غارديان إلى قول رئيس كتالونيا كارليس بويغديمونت إن "حالة الطوارئ التي فرضت بحكم الواقع" أنهت حكم البيت الكتالوني قبل أسابيع من الاستفتاء المقرر بشأن استقلال الإقليم. وقالت الصحيفة إن مدريد تبدو غير مكترثة لحجة أن محاولتها المتشددة لوقف التصويت لن تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى خروج المظاهرات بالآلاف وتعزيز الدعم من أجل الانفصال. ورأت الصحيفة أنه إذا لم يُفعل شيء للتوصل إلى حل توفيقي فإن حطام القطار السياسي يهدد أكبر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في الجنوب. وأضافت أن الصدام بين مطالب القانون ومطالب المشاعر السياسية على الأرض يخاطر بكارثة مروعة لكتالونيا وإسبانيا ككل. واعتبرت غارديان أن إيجاد جهد وساطة من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون منطقيا، ولكن لكي تنجح أي وساطة يتعين على مدريد وبرشلونة التراجع عن حافة الهاوية. وقالت إن الوقت قد حان لبدء حوار بعد أن حققت إسبانيا انتقالا ديمقراطيا ملحوظا بعد الدكتاتور فرانكو، وأنها يمكن أن تكسب المزيد من الإعجاب اليوم إذا تم التوصل إلى حل سياسي عقلاني. كما أكدت افتتاحية إندبندنت هذا الأمر بأنه إذا كان الطرفان مستعدين للتنازل فإن الأزمة الكتالونية يمكن حلها سلميا، وقد بدا ذلك واضحا من جانب الرئيس الكتالوني كارليس بويغديمونت، سواء كان مخلصا في ذلك أم لا، عندما طرح "حوارا غير مشروط" مع نظيره الإسباني، كما أنه سيكون من الحكمة أن يقبل هذا العرض رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجيو.