غداة الإعلان عن نتائج الإستفتاء الاسكتلندي، التي أسفرت عن بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، وبالرغم من نتائجه غير المشجعة بالنسبة للكتالونيين، إلا ان البرلمان الكتالوني وافق في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بغالبية كبيرة على منح رئيس الإقليم صلاحية تنظيم استفتاء غير ملزم حول الإستقلال عن إسبانيا.
ووافق البرلمان الكتالوني على الإقتراح بأغلبية 106 أعضاء مقابل 28 عضواً معارضاً، وأعلن الرئيس الكتالوني أرتور ماس أنه ينوي التوقيع على هذا القانون وسيجري الإستفتاء في التاسع من شهر نوفمبر، مضيفاً ان الإستفتاء في اسكتلندا "أظهر لنا الطريق" نحو استقلال كتالونيا. وعقب الرئيس الكتالوني على نتائج الاستفتاء الاسكتلندي قبل مصادقة البرلمان الكتالوني على القرار قائلاً ان نتائج الاستفتاء "لا تشكل عقبة" بالنسبة لنا فالمهم هو الحصول على فرصة للتصويت.
وأضاف ماس ان "هذه رسالة قوية التي ارسلتها المملكة المتحدة الى العالم أجمع - أنه في حال وجد صراع كهذا في أي مكان في العالم، فلديك الحق بمحاولة حل هذه الخلافات".
وقال الرئيس الكتالوني ان اسكتلندا "أظهرت الطريق للآخرين - وأن العملية الكتالونية مستمرة"، مضيفاً ان "إلتزامي الرئيسي هو... تنظيم الاستفتاء ودعوة الشعب الكتالوني للتصويت".
هذه التطورات في الإقليم الكتالوني لا تلقى استحساناً لدى صناع القرار في العاصمة الإسبانية مدريد حيث أعلنت الحكومة الإسبانية انه في حال تم إجراء هذا الاستفتاء فإنها ستقدم استئنافاً للمحكمة الدستورية للنظر في شرعية هذا القرار، بالرغم من كون الاستفتاء الكتالوني غير ملزم. وأشارت مصادر إسبانية الى ان المحكمة الدستورية قد تنظر في القضية يوم الثلاثاء المقبل.
رئيس الوزراء الإسباني مريانو راخوي رحب الجمعة بنتائج الإستفتاء في اسكتلندا قائلاً انه "بقرارهم هذا، تجنب الشعب الاسكتلندي عواقب إقتصادية، اجتماعية وسياسية وخيمة التي قد تنتج عن إنفصالهم من المملكة المتحدة وأوروبا". واضاف إن الاسكتلنديين "اختاروا ما بين الدمج والفصل، بين العزلة والانفتاح، بين الإستقرار والشك، بين الأمن وخطر حقيقي، وقاموا باختيار أفضل إمكانية للجميع، بالنسبة لهم، وبالنسبة لباقي مواطني بريطانيا وأوروبا".
ويعتبر إقليم كتالونيا من أغنى الاقاليم في إسبانيا ويتمتع بمناطق صناعية متطورة. مسألة إستقلال الإقليم عن إسبانيا ليست جديدة لكنها لم تكن واقعية، بالاساس بسبب الدعم القليل نسبياً الذي حظيت به هذه الخطوة بين الكتالونيين أنفسهم، ناهيك عن معارضة مدريد الشديدة. إلا أن الأزمة الإقتصادية الأخيرة التى عصفت، وما زالت تعصف، بالإقتصاد الإسباني أدى الى تزايد الاصوات التي تطالب بالإستقلال، نظراً الى حجم الدعم المالي الذي يقدمه الإقليم للأقاليم الإسبانية الضعيفة دون الحصول على مردود كافٍ.