تواصلت الأحد الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة وتعرضت عدة محافظات سورية لقصف عنيف شنه الجيش السوري النظامي، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة دمشق تفجيرا استهدف مبنى عسكريا في حي أبو رمانة. هكذا تعرضت احياء وقرى في عدة محافظات سورية أمس الاحد الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تخوض اشتباكات مع المعارضة المسلحة في اكثر من موقع، في وقت اصيب اربعة اشخاص بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مقرات امنية في وسط دمشق.
وقتل 36 شخصا في اعمال العنف في سوريا اليوم، هم 21 مدنيا و12 جنديا و3 مقاتلين مناهضين للنظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، غداة يوم دام قتل فيه فيه 168 شخصا في انحاء البلاد.
وبحسب المرصد، تعرضت احياء الاذاعة والصاخور والشعار ومساكن هنانو في حلب (شمال) وقرى البريج وام خرزة في ريفها الى "قصف عنيف من قبل القوات النظامية ما ادى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل".
واعلنت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن "اصابة امرأة وثلاثة اطفال (...) جراء اصابة منزلهم بقذيفة بسبب القصف المدفعي العنيف على حيي مساكن هنانو والصاخور".
وفي حمص (وسط)، حيث قتل السبت 12 شخصا وفقا لأرقام المرصد، اعلنت لجان التنسيق المحلية عن "قصف المخبز الثالث والاخير" في مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في غرب المحافظة.
وأوضحت في بيان ان هذا القصف جاء "بعد تدمير المخبز الثاني واحتلال الاول من قبل عناصر جيش النظام".
بدوره اشار المرصد الى ان عدة احياء ومناطق في مدينة حمص وريفها تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية مما اسفر عن مقتل شخص واحد على الاقل.
وفي ادلب (شمال غرب) اعلن المرصد عن سقوط قتلى وجرحى في عدة بلدات وقرى جراء القصف واستهدافها بالطائرات.
واستهدف القصف كذلك قرية الكريم في حماة (وسط) حيث قتل خمسة مدنيين، وفقا للمرصد.
وبموازاة اعمال القصف، دارت الاحد اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين مناهضين للنظام في محيط مطار ابو الظهور العسكري في ادلب (شمال غرب)، وفقا للمرصد.
وكانت "اشتباكات عنيفة" دارت الاحد، حسب المرصد، بين القوات النظامية السورية والمعارضين المسلحين قرب مبنى فرعي الامن العسكري والشرطة العسكرية في مدينة دير الزور (شرق).
كما دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط مبنى قيادة المنطقة الشرقية في المدينة حيث قتل شخص، بينما قتل شخصان في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية برصاص قناصة.
وجاء ذلك غداة مقتل 28 شخصا في قصف القوات النظامية على مناطق متفرقة من محافظة دير الزور (شرق) السبت، كما اعلن المرصد، بعدما اقتحم مقاتلون مناهضون للنظام مساء الجمعة مبنى كتيبة الدفاع الجوي في البوكمال، وهاجموا مبنى الامن العسكري ومطار الحمدان العسكري فيها.
وفي السياق، نقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن محافظ دير الزور دعوته "اهالي المدينة الى العودة لمنازلهم بعد تطهيرها من المجموعات الارهابية المسلحة".
ووقعت في ريف دمشق ايضا "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية والمقاتلين المناهضين للنظام في بلدة يلداو "ووردت انباء اولية عن سقوط قتلى وجرحى من القوات النظامية، كما عثر على ثلاثة شهداء اعدمو ميدانيا في كفربطنا"، بحسب المرصد ايضا.
وفي وقت لاحق، اعلن المرصد في بيان ان "خمسة مواطنين على الاقل بينهم طفل استشهدوا اثر انفجار في منطقة السبينة (ريف دمشق) بينما تعرضت منطقة في مدينة يبرود للقصف من قبل القوات النظامية السورية".
وتدور "اشتباكات عنيفة" كذلك في قرية قرفا في درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ منتصف مارس 2011 والتي قتل فيها 25 الف شخص وفقا لحصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد ايضا انه في دمشق "اقتحمت دبابات القوات النظامية منطقة بساتين المزة ترافقها جرافات وبدات بتنفيذ عملية جرف وهدم في المنطقة".
من جهته، اعلن التلفزيون السوري الحكومي ان "تفجيرا ارهابيا" ناجما عن عبوتين ناسفتين وقع في حي ابو رمانة الذي يضم مقرات امنية في وسط دمشق.
وأورد التلفزيون السوري في خبر عاجل "تفجير ارهابي في حي ابو رمانة - شارع المهدي بالقرب من كتيبة الحراسة"، موضحا ان "التفجير الارهابي ناجم عن عبوتين ناسفتين واسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروح".
وتبنى "لواء احفاد الرسول" في الجيش السوري الحر على صفحته في موقع "فيسبوك" الهجوم، مشيرا الى انه "تم بفضل الله وعونه تعالى استهداف مبنى قيادة الاركان في قلب العاصمة دمشق بعملية نوعية".
ويضم الحي المستهدف الواقع في وسط العاصمة السورية فروعا امنية، فيما تحتضن المنطقة عدة سفارات.
ويأتي هذا الهجوم بعدما اعلنت صحيفة "تشرين" الحكومية في عددها الصادر الاحد ان سيارة مفخخة انفجرت في منطقة السبينة في ريف دمشق مساء السبت "ما ادى الى استشهاد 15 من المواطنين وإصابة آخرين".
وفي السياق، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القوات النظامية تصدت مساء السبت لمحاولة "تسلل مجموعة ارهابية مسلحة" من الاراضي اللبنانية الى سوريا قرب قرية عزير في ريف تلكلخ في حمص.
وت اعمال العنف هذه غداة دعوة المبعوث العربي الدولي للازمة السورية الاخضر الابراهيمي السبت جميع الاطراف في سوريا الى وقف العنف معتبرا ان الحكومة تتحمل مسؤولية اكبر في هذا الشأن، وذلك في مقابلة من نيويورك اجرتها معه قناة العربية.
كما اكد الابراهيمي ان من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية الى سوريا معتبرا ان التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية.
في هذا الوقت، قرر المجلس الوطني السوري، ابرز تحالف للمعارضة السورية، توسيع صفوفه لتشمل ممثلين عن مجموعات معارضة جديدة، كما اعلن عن اصلاحات تشمل انتخاب قادته خلال لقاء متوقع في نهاية سبتمبر، بحسب ما قال الاحد المتحدث باسمه جورج صبرا.
واتخذت هذه القرارات اثناء اجتماع لقيادة المجلس في ستوكهولم انتهى مساء السبت.
وخلال هذا الاجتماع، تم تمديد ولاية رئيس المجلس الحالي عبد الباسط سيدا التي تنتهي في التاسع من سبتمبر، لمدة شهر الى حين انعقاد المؤتمر العام المتوقع في نهاية الشهر الحالي.