وصل العشرات من "المحتجين" إلى مدينة الحسيمة، الليلة وصباح اليوم الخميس، من العديد من المدن المغربية، للمشاركة في مسيرة احتجاجية موجودة فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا يعرف أحد مكان انطلاق المسيرة ولا توقيتها ولا الشوارع التي ستمر منها بل لا يعرف أحد الجهة المنظمة قصد الاتصال، وعلى العموم الناس رحلت من مدن مغربية إلى مدينة لا علم لها بمسيرة، يعلم بها فقط صبيان لا يفقهون شيئا تحركهم جهات مشبوهة مثل الكراكيز. غير المنطقي فيما يجري صباح اليوم، هو هؤلاء الذين جاؤوا للحسيمة للاحتجاج، لم يسألوا أنفسهم، كيف يحتجون في مدينة يرفض أهلها هذه الأشكال التي عطلت مصالحهم اليومية، وعطلت تجارتهم، خصوصا وأن المدينة لحد الآن تبقى سياحية يعني يشتغل سكانها خلال الموسم السياحي لتوفير قوت السنة كاملة، ولا يريدون استمرار الوضع، الذي سيدفعهم حتما للإفلاس. لا توجد دعوة للمسيرة من قبل جهة معروفة، وإنما دعا إليها بضعة أشخاص في الفيسبوك، وتبعهم الموتورون من كل أنحاء المغرب، ولم يدع لها حزب سياسي معروف ولا نقابة لها امتداد شعبي ولا جمعية مدنية، وبالتالي فإن قدوم هؤلاء من مدن بعيدة ليس للاصطياف وإنما للاحتجاج اعتداء صارخ على سكان المدينة وتنغيص حياتهم بهذا الضجيج الذي لا مبرر له. الهيئات المدنية بمدينة الحسيمة دعت إلى التهدئة وطالبت من القادمين من مدن أخرى المكوث في مواقعهم، لأنهم لا يحتاجون إلى من يحتج نيابة عنهم، وهم الذين قادوا الاحتجاجات السلمية قبل تحريف مسارها، ويعرفون أن هناك خطوات عملية لحل المشاكل ومحاسبة المتسببين فيها. فقد دعا المجلس الإقليمي للسياحة إلى الهدوء وعدم تنظيم المسيرة وفتح المجال أمام حوار جدي لحل الأزمة، التي تذهب بالحرفيين نحو الإفلاس ومغادرتها نحو أماكن أخرى تفتح لهم فرصا لكسب عيشهم، كما دعت جمعيات التجار والمهنيين السلطات المحلية إلى التدخل السريع لرفع الحيف الذي لحقهم جراء الاحتجاجات المتكررة. كما أن سكان المدينة لم تعد لهم حاجة إلى مسيرات ما دامت الجهات المشبوهة تدفع الشباب اليافع الذين يقودون الحراك إلى رفض الحوار وبالتالي يصبح الخروج اليومي مجرد تعطيل لمصالح المواطنين.