سقط القناع عن حراك الريف ومعه سقطت أسطورة شعار السلمية، التي يزعمون أنها تميز الاحتجاجات بالحسيمة ونواحيها، حيث قام ملثمون من داخل الحراك يوم أمس الاثنين، وفي يوم العيد، بالهجوم عبر الحجارة على المستشفى الاقليمي، إذ تم تخريب الممتلكات العمومية وسيارات المصلحة وحتى سيارات خاصة، كما أرسل الملثمون 39 من عناصر القوات العمومية إلى المستشفى ما زال 14 منهم يتلقون العلاج إلى الآن. كان من المفروض أن تبقى أجواء عيد الفطر بعيدة عن الاحتجاجات وعن الاستغلال السياسي، باعتباره يوما مقدسا لدى المغاربة، وكان ينبغي أن يعم الهدوء المدينة، كما كان مفروضا أن يعم الهدوء المدينة في انتظار نتائج التحقيق التي أمر بها جلالة الملك خلال المجلس الوزراي، ومن الحكمة أن يكون الأمر الملكي محددا بالزمن حيث لن يتعدى أسبوعا. من يسير حراك الريف من خلف الستار له وجهة نظر أخرى، وهي وجهة نظر تجار الحروب، الذين يغتنون في الفوضى، حيث لا يريدون عودة الهدوء ونزع فتيل التوتر. ما جرى أمس الاثنين أكد بالملموس أن حراك الريف جنح عن المطالب الاجتماعية واتخذ بعدا سياسيا عنيفا، تقوده جهات تهدف إلى زرع البلبلة وعدم الاستقرار، لهذا تلجأ مباشرة إلى استفزاز القوات العمومية باعتبارها هي رمز الأمن في البلد. وتعبيرا عن الوجه الخفي للحراك لجأ المحتجون إلى رشق القوات العمومية بالحجارة، أي الانتقال إلى السرعة القصوى في التخريب وممارسة العنف، حتى لا يبقى هناك أي مجال لوقف التوتر، وقطع الطريق أمام أي مقترح للاستجابة للمطالب الاجتماعية التي رفعها المحتجون في البداية. من الغريب أن يخرج المحتجون للشارع ويرفعون شعارات ومطالب اجتماعية لكن يضعون العراقيل أمام الاستجابة إليها. فأي حركة مطلبية تسعى لتحقيق بعض المطالب وتتمسك بالحوار إلا حراك الريف الذي يرفض الواقفون وراءه الحوار ويرفضون تحقيق المطالب حتى تتسع دائرة العنف الذي ينتعشون وسطه. واختار المحتجون رمز الأمن والآمان أي القوات العمومية ليرسلوا برقياتهم للدولة على أنهم لا يرغبون في الحوار وإنما يريدون العنف ولهذا يستفزون القوات العمومية.