قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه من "غير المعقول أن يعتقل العشرات من المحتجين وغير المحتجين، من القادة المفترضين ومن غير القادة"، مضيفا أنه كدلك من "غير المقبول أن يجرح العشرات من الأمنيين وغير الأمنين ونستمر في عد جرحانا ومعتقلينا، ونرفع شعار إطلاق السراح وإيقاف العنف"، معتبرا أنه " لا يمكن أن نصل إلى تحقيق مطلب إطلاق السراح ووقف العنف إلا في لحظة إرساء الهدوء". وأضاف العماري في ذات السياق، أن "جميع الاحتقانات والاحتجاجات في العالم، وحتى في أكثرها دموية، تأخذ الأطراف المختلفة والمتصارعة، كيفما كانت مواقعها ومواقفها واصطفافاتها، فسحة من الهدوء للتفكير والبحث عن الحلول ومنح الوقت للحكماء وغيرهم للمساهمة في إيجاد الحلول"، وتابع مستدركا، إلا عندنا في المغرب " كل مبادرة كيفما كان مصدرها، لترتيب الأجواء والنظر في مطالب المحتجين، تتم مؤاخذة الأطراف المبادرة، ولا تتم الاستجابة لها من الجميع، بل على العكس من ذلك، يتم تعقيد الأمور وتأزيم الأوضاع".
واسترسل المصدر، حديثه معتبرا، أن "الاحتجاج سواء في الحسيمة أو في باقي أجزاء الوطن أو الخارج، يكون له هدف معلن يتم التفاوض لأجل تحقيقه، ويتم الأخذ والرد، وتقدم التنازلات مقابل تنازلات مضادة، بغية الوصول إلى الحلول، وزدا أنه "غالبا ما يكون من الصعب الوصول إلى حلول نهائية، حيث لا يتم إرضاء الجميع، ويكون هناك حرص على الاستجابة لمصالح الساكنة بالتدرج وفق الإمكانات الحقيقية المتوفرة."
ووصف رئيس جهة طنجة – تطوان-الحسيمة، الوضع في الحسيمة قائلا : المشهد الآن بالحسيمة محزن، فمن جهة هناك القوات العمومية التي تجوب الشوارع والأزقة، وهدير محركات مركباتها مفزع، وعلامات الغضب بادية على وجوه أفرادها في ظل الظروف الصعبة التي يعملون في إطارها"، ومن جهة أخرى، "هناك جماعة من المحتجين، أغلبهم لا يتجاوز عمره 188 سنة، يحملون نفس تقاسيم قوات الأمن، بأجسادهم النحيفة ووجوههم المتجهمة، تصدح حناجرُهم بمطالب مشروعة"، مشيرا في ذات التوصيف إلى أن هناك طرف ثالت في هدا المشهد الدراماتيكي ، هو " نخب المدينة تجلس لتتابع الأخبار والمستجدات، سواء في شوارع المدينة أو من خلال الهواتف الذكية". مضيفا أن تتم متابعته الهواتف المتطورة من صور للجانبين "تتجاوز ما هو موجود في الواقع". وطرح العماري في معرض حديثه، العديد من الأسئلة، أكثر ما هي موضوعة للإجابة، يبدو أن هدف منها هو إرسال رسائل لجهة ما، حيث قال:" من له المصلحة في استمرار الاحتقان في بعض الأماكن في الحسيمة؟"، وتابع " من له مصلحة في إحراق هذه المدينة الجميلة؟ ومن يريد إطفاء أنوار الحسيمة؟"، وزاد،" من له المصلحة فيما يحدث؟".
لم يترك العماري إشكالاته بلا أجوبة، فقد استدرك كلامه و قال :" يا من يقف وراء ما يحدث، إذا كان هناك فعلا من يقف وراء ما يحدث، فلتخرجوا من صمتكم وتعلنوا حقا ماذا تريدون. إذا كان هدفكم تدمير المدينة"، مضيفا أنه "إذا كان تحييد بعض الأشخاص ممن تعتقدون أنهم محسوبون على دوائر ضيقة، فهم مستعدون للانسحاب من أجل الحفاظ على جمالية وهدوء وتاريخ المدينة"، في إشارة إلى استعداده لرجوع خلف الأضواء أو تعبير عن الضغوط التي تعرض لها بعض فشله في حل أزمة الحسيمة في بدياتها. لم يتوقف أمين عام "البام"، عند هدا الحد، إد اعترف بكونه " لا يعرف حتى لمن يوجه النداء: هل للذين يظهرون في واضحة النهار؟ أم للذين يتحركون تحت أضواء المصابيح ليلا؟ أم أوجهه لمن لا تراهم عيناي؟، قبل أن يتساءل عن مشروعية توجيهه لنداء للحوار بخصوص حراك الريف،" هل يحق لي أن أوجه نداء لجميع الأطراف للجلوس إلى مائدة الحوار؟".
واستطرد العماري في تدوينه له على شبكات التواصل الاجتماعي، حديثه، قائلا:" أرجوكم أخرجوا للعلن، ولا تختبئوا وراء الستار... أعلنوا عن أهدافكم الحقيقية"، مضيفا "أتوسل من الذين يلوذون إلى الصمت، أو الذين يقفون لمتابعة الأمور ميدانيا وافتراضيا، أو الذين يشاركون فيما يحدث، أن يدركوا أنه ليس بالعنف ولا باستمرار الاحتقان أن نحرر أنفسنا ونحقق ما نتوخّاه من طموحات ومطالب". معتبرا أن " الجميع باتوا بحاجة إلى هدنة وفسحة ولو قصيرة؛ من أجل تجميع القوى واسترجاع ما ضاع من مساحات التفكير الهادئ في عقولكم. وحتى إن لم نصل إلى حلول، فعلى الأقل سنتمكن من بلورة آراء صحية ومفيدة"..