منذ شهور والأنباء السيئة تتقاطر على قطاع الطيران منخفض التكلفة بالمغرب، ف"إيزي جيت" أصبحت مجبرة على حذف بعض رحلاتها، وطيران العربية تواجه صعوبات مالية، في حين قررت شركة الطيران"ريانير" تقليص أنشطتها في المغرب وحذف 6 رحلات ابتداء من فاتح أكتوبر المقبل، في خطوة تنبئ بفشل تجربة "الطيران منخفض التكلفة" في المغرب، خاصة بعد الأزمة المالية التي عانتها "جيت فور يو" وتوقف رحلاتها بين المدن المغربية. وهو ما سيعيد لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية احتكار الطيران في المغرب بعد طول منافسة من الشركات المذكورة. وفي الوقت الذي سجلت فيه الخطوط المكلية المغربية مؤشرات جيدة، حيث تم الحفاظ على المنحى الإيجابي لمؤشرات جودة الخدمات، وحققت الشركة معدل التزام بالمواعيد بلغ 76 في المائة ما بين نونبر 2011 ويناير 2012، أي بأزيد من 15 نقطة مقارنة مع الفترة السابقة، وتحسن معدل الحوادث المتعلقة بالأمتعة بنسبة 37 في المائة، إذ انتقل من 19/1000 إلى 12/1000، عرفت شركات الطيران منخفض التكلفة نزولا حادا اضطرت معه إلى خفض رحلاتها كما فعلت ريانير الايرلندية وإيزي جيت البريطانية، اللتين تمثلان لوحديهما 55 في المائة من العرض الإجمالي المغربي، حيث أعلنت ريانير حذف 34 رحلة وإيزي جيت تعليق مجموعة من رحلاتها.
و أفادت جريدة "العلم"، التي أوردت الخبر، أن "ريانير" أوضحت أن هذا الإجراء، الذي يمكن أن يشكل خطوة في اتجاه رحيل الشركة بشكل نهائي من المغرب، يعزى إلى عدم قدرة الشركة على مسايرة ارتفاع رسوم استخدام المطارات المغربية، وذلك بعد الزيادة التي أقرها المكتب الوطني للمطارات مؤخرا، مشيرة إلى أنها بدل أن توقف أنشطتها بشكل نهائي لجأت إلى حذف 6 رحلات تهم خطوط الناظور- جيرون- مدريد ووجدة- مارساي- شارلوروا وفاس- لندن ومراكش- فالنسيا.
وتنقل شركة "ريانير" حوالي 100 ألف مسافر سنويا في اتجاه المغرب، كما تسير أزيد من 1500رحلة عبر العالم يوميا انطلاقا من 44 مطارا، من بينها 1300 رحلة منخفضة التكلفة نحو 27 بلدا و160 وجهة.
وكان المدير التجاري لشركة "ريانير" لويس فرناندو ميادو، قال إن الشركة مرتاحة بخصوص مردودية خطوطها الجوية الرابطة بين أوربا ومختلف مدن المغرب. واعتبر أن إحداث خطوط جوية جديدة يدخل في إطار إستراتيجية الشركة الايرلندية المتمحورة حول فتح وجهات جديدة، بالرغم من فترة الركود التي عرفها القطاع على المستوى العالمي، وذلك من أجل الاستجابة إلى حاجيات الزبائن المتزايدة للرحلات منخفضة التكلفة. غير أن الموقف الحالي للشركة يتناقض مع هذا الطرح، ما يؤشر على مواجهتها لمشاكل في الآونة الأخيرة.
وتعكس المصاعب التي تواجهها شركة "ريانير" أزمة قطاع الطيران منخفض التكلفة في المغرب، إذ كانت المنظمة العالمية للطيران قامت بالتشطيب على "جيت فور يو" من لائحة شركات الطيران المغربية ومن لائحة شركات الطيران المعتمدة من طرف المنظمة. وجاء ذلك إثر العجز عن تحقيق أرباح طيلة عمرها الذي لم يتجاوز ست سنوات، وهو العجز الذي قلص مهامها في المغرب إلى بيع تذاكر السفر.