خرج أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية ليلعن بنكيران وعلى رؤوس الأشهاد، حيث دبج قصيدة، على جدار صفحته بالفايسبوك، كال فيها كل أنواع الهجاء لرئيس الحكومة والأمين العام للحزب الذي ينتمي إليه. قال محمد الدليمي في قصيدته: ستشهد يوما غضبي أيها الناطق بالكذبِ أنا إن سللت اللقمة من فمي أنهشك وإن سرقت زادي. فها هو واحد من قبيلة بنكيران يصفه بالكذب ويفند أطروحته التي يقول فيها إن كل المغاربة يحبونه، فها نحن عشنا حتى وجدنا أن من بين أتباعه من يكرهه ويصفه بأقدح النعوت وأقذع الأوصاف. ويضيف الدليمي قائلا: أنادي أن حيّ على الجهاد فكيف وقد غدا خبزي في سوقك نارا من لهب وكيف وقد صار حب الطماطم عندنا أغلى من حب العنبِ ستشهد يوما غضبي أيها الناطق بالكذب. هل يعلم بنكيران، الذي أوصلته صناديق الاقتراع والخيار الديمقراطي المغربي إلى رئاسة الحكومة، أن وسط حزبه من لا يؤمنون بالديمقراطية كوسيلة وحيدة لإسقاط الحكومة إذا فشلت، ولكن هناك من يؤمن بالجهاد بكل معانيه العُنفية؟ لا نظنه يجهل ذلك، لأن بنكيران احتضن العديد من التيارات السلفية التي تستيقظ كل وقت وحين لتعلن عن وجهها الحقيقي.
للنظر كيف يصف بنكيران بالوقاحة وبالمشاركة في نهب خيرات البلاد: بوقاحة أعلنتها "عفا الله عما سلفْ" كيف تجرؤ أيها الخرفْ هل تعاطيت حبوب هلوسة أم أن مخيخك أصابه التلفْ هل ورثت خزائننا من حيث لا ندري حتى توزع صكوك الغفرانِ على الحيتانِ.. على الغيلانِ سارقي شعبي؟؟!! أنت إذن شريكهم في النهب أيها الناطق بالكذب.
لقد تجاوز ابن العدالة والتنمية كل الحدود وقال في زعيمه ما لم يقله مالك في الخمرة وما لم يقله أعداء بنكيران أنفسهم. وفي ذلك دلالات على اهتزاز صورة بنكيران حتى لدى أتباعه فبالأحرى لدى عموم المواطنين. وهي صورة اهتزت لأن بنكيران لم يف بوعوده وليست لديه منهجية في التدبير الحكومي وهو ما يجعله مضطربا حتى في تصريحاته الإعلامية.
فضلا عن ذلك، وصفت القصيدة بنكيران بصفات تنقيصية وتحقيرية: إسمع يا ذا اللحية "المبهدلْ" ترجلْ.. فستار حزبك مهتوكْ ومن انتخبوك...عافوكْ والكل يصيح.. يتوسلْ "ها العار" إرحلْ قبل أن تشعلْ بركانا من غضب أيها الناطق بالكذب.
فعندما تخاطب المغربي وتقول له "ترجل" فمعناه أنه جبان ولا يستطيع فعل شيء، كما أن مصطلح مهتوك يحمل من المعاني الكثير خصوصا في المخيال الاجتماعي المغربي والتي تعني من ضمن ما تعنيه فقدان العذرية والطهرانية التي حاول حزب العدالة والتنمية التمسك بها أيام المعارضة. عشنا إذن حتى سمعنا "ارحل" يرفعها واحد من العدالة والتنمية كما رفعها بنكيران ضد خصومه السياسيين. فها هو يسقى من نفس الكأس.