أبرزت الباحثة البولونية كريستينا بلازشاك ،اليوم الاثنين ،أن قرار المغرب الذي اتخذه على أعلى مستوى والقاضي باستئناف علاقات المملكة مع كوبا بعد نحو أربعين سنة من القطيعة ،يعد "خطوة ديبلوماسية حكيمة وشجاعة ومقدامة ". وأضافت كريستينا بلازشاك ،أستاذة مادة القانون الدولي بجامعة بوزنان ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن قرار المغرب ،الذي سبق به العديد من دول العالم ،هو "خطوة ديبلوماسية نبيهة ،ستحسب للمغرب تاريخيا ،على اعتبار أن كوبا خرجت لتوها من واقع سياسي وجهت له الدول الغربية الكثير من الانتقادات في الماضي القريب ،وهي تروم حاليا تحقيق انفتاح واسع النطاق على دول مثل المغرب ،الذي له حضور معتبر في الساحتين الدولية والإقليمية ".
وأضافت الباحثة البولونية أن مثل هذه الخطوات الديبلوماسية ،التي أقدم عليها المغرب ب"بعد نظر ثاقب ،تساهم بشكل وافر في تبديد الخلافات السياسية والأمنية ،والتخفيف من حدة التوتر على الصعيد العالمي ،وتوحيد كلمة العالم ومواقفه حول قضايا الساعة التي تقلق بال المجتمع الدولي ،خاصة أمام تنامي مخاطر أمنية وإشكالات اجتماعية واقتصادية عويصة ومعقدة" .
وأبرزت كريستينا بلازشاك أن المغرب برهن أيضا من خلال هذه الخطوة الديبلوماسية تجاه جمهورية كوبا أن" الواقعية السياسية التي تحكم الديبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد ،صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،يجب أن تدرس في المعاهد الديبلوماسية" ،لكون هذا النوع من السياسة ،"المنفتحة والمتوازنة ،من تخترق جليد الصعاب وحالات التشنج بين دول العالم الحديث ".
وتوقعت الباحثة البولونية أن يمكن هذا التقارب الديبلوماسي الجديد من المغرب وكوبا من "نسج أواصر تعاون متينة بين أفريقيا وأمريكا الجنوبية ،التي ستجني ثمارها في الأفق المنظور" ،مضيفة أن على كثير من دول العالم أن تسير على هذا المنوال لأن "فيه الخير العميم لشعوب العالم" .
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قد أفادت، في بلاغ لها، أن المملكة المغربية أعادت، يوم الجمعة الماضي، علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية كوبا، مؤكدة أن هذا القرار يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة.