الذين يسوّقون صورة البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد، كمرشحة للاستوزار في حكومة العثماني، تستهويهم سلاسة لسانها وبلاغتها الخطابية وتنسيهم ان بعض مواقفها التي لا يمكن بحال من الاحوال نسيانها أو محوها بجرة قلم لأنها قابلة لعملية الاسترجاع مادامت كامنة في دواخلها وفي ثنايا عقلها الباطن ولربما سيأتي يوم للإفصاح عنها صراحة. وقد تكون مناسبة الإفصاح عند هذه المواقف خلال لقاء رسمي أو محفل دولي وتكون آنذاك صاحبتها وزيرة على رأس قطاع من القطاعات الحكومية لا قدر الله..
ومن هذه المواقف، التي لا تتماشى مع المواقف الرسمية للدولة المغربية بخصوص الوحدة الترابية للمغرب والتي تتعارض مع قناعات المواطنين المغاربة بخصوص الصحراء المغربية، ما جاء في مداخلة لها، خلال ندوة نظمت سنة 2013 بالرباط، ودافعت فيا أبو زيد عن الانفصالية الشهيرة أمينتو حيدر، كرد فعل على ما قاله منار السليمي بخصوص اميناتو حيدر التي اعتبرها كنموذج لمدافعة عن الانفصال رغم أنها لا تنحدر من الأقاليم المتنازع عليها.
رد فعل حسناء ابو زيد، التي كانت قضية الدفاع عن الصحراء المغربية في المحافل الدولية من ضمن الأوراق الرابحة التي دخل بفضلها الاتحاد الاشتراكي إلى حكومة العثماني،(رد فعل أبو زيد) كشف عن قناعة ثاوية في أعماق النائبة البرلمانية الاتحادية، التي يتم الترويج لصورتها في أفق استوزراها، كما ان ما صرحت به من خلال قولها إن "المعلومات حول ملف الصحراء مازالت تستند أساسا إلى تقارير استخباراتية"، مضيفة أن "هذه التقارير لا تصنع معلومات، أمينتو حيدر لا تنتمي للمناطق المتنازع عليها، هذا كلام لا يقال، هذه بنت هذه المنطقة اعتقلت شابة ومورست عليها إبداعات تعذيبية، وان تكون لها مواقف مغايرة فليس من حقي الحكم عليها، لكن الأخلاق تحتم علينا تجنب هذا الخطاب"، كذا ! من كلام حسناء ابو زيد...
وحين أكد منار السليمي في مداخلته ان أمينتو حيدر تنحدر من شمال الصحراء، وتحديدا من خارج الأراضي المعنية بالنزاع، ردت حسناء أبو زيد مستنكرة ومؤكدة أن علاقة عائلية مباشرة تربطها بامينتو حيدر، وهو ما يعني أن الانتماء العائلي او القبلي يشفع للانفصالية اميناتو حيدر في دعوتها وأنشطتها الانفصالية..
هكذا سيقوم الاتحاد الاشتراكي بالدفاع عن الصحراء المغربية وعن المواقف الرسمية في المحافل الدولية، إذا تم، لا قدر الله، استوزار البرلمانية حسناء ابو زيد التي لم تترد خلال ذات اللقاء في المطالبة بما أسمته ب"صحروة" الأطر( كذا!!!) التي تعيّنها الدولة في الأقاليم الجنوبية، معتبرة أنه "لو كان رجل الأمن في الصحراء صحراوي، لما قام بجر امرأة في الأرض، حيث قالت بالحرف الواحد إن "صحروة الأطر ستعطي الثقة في الدولة المركزية، أي أنها أصبحت تثق في المنطقة"، وهي إشارة واضحة إلى ان السيدة النائبة المحترمة لا تزال تحتمي وراء منطق القبيلة ولا يزال هذا المنطق هو الذي يحدد مواقفها من المواطنين المغاربة الآخرين رغم أن الدستور يتحدث عن مغاربة لا فرق بينهم ..
ما رأي إدريس لشكر وكافة الاتحاديين إذن إذا ما استوزرت ابو زيد؟ وما هي الجهات التي تدفع لاستوزارها وما هي الخلفيات الكامنة وراء ترشيحها لمنصب وزيرة، في وقت يعول فيه المغرب على علاقات الاتحاد الاشتراكي الدولية وخاصة داخل الأممية الاشتراكية وعلاقات زعمائه بالأمين العام الجديد للأمم المتحدة للدفاع عن القضية الوطنية؟ إن من يدفع بها للاستوزار يحاول إفشال مهمة الاتحاد قبل انطلاقها، وهذا لا ينفي عن حسناء ابو زيد نضالها، كما لا يمكن بأي حال من الأحوال نفي شراستها في الدفاع عن مواقف الحزب داخل وخارج البرلمان وعن وضعية المرأة، رغم انها جاءت إلى الاتحاد متأخرة حيث كانت انطلاقتها في العام 2005، عندما استطاعت الشابة المتخرجة آنذاك من كلية الصيدلة بتونس إيجاد موطئ قدم في حزب الوردة، لتنال عضوية المجلس الوطني لمنظمة النساء الاتحاديات، قبل ان تنتخب سنة 2010 كنائبة الكاتبة الوطنية لتنظيم النساء الاتحاديات لتحلق بذلك في عالم السياسة الذي فتح أمامها ابواب الشهرة الذي استغلته بفضل مجهودات الأسرة والقبيلة وصحافة المواقع الإلكترونية.