قال خالد الشكراوي، المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، إن انضمام المملكة المغربية إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيتيح للمغرب التفاوض مع شركائه، خاصة الاتحاد الأوربي، من موقع قوة. وأضاف الشكراوي، أن العملة الموحدة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ليست عائقا أمام انضمام المغرب إلى هذا التجمع الاقتصادي الهام ولا تلزمه، بحيث إنها ليست شرطا للانضمام وتبقى اختيارا لكل دولة، دون أن ننسى أن هناك دولا داخل هذه المجموعة مثل نيجيريا، حافظت على عملتها الوطنية، لأن ميثاق تأسيس مجموعة "سيدياو" لا تشترط تبني العملة الموحدة "CFA" بالضرورة للانضمام للمجموعة.
وأكد الشكراوي، أن مجموعة دول غرب إفريقيا تمثل سوقا مهما ووجهة ستعزز الصادرات المغربية باتجاه هذه الدول، خاصة المنتوجات الفلاحية والأسمدة، فهي تمثل سوقا استهلاكية كبيرة، دون أن ننسى أنها قوة اقتصادية مهمة.
ويبلغ عدد سكان مجموعة دول غرب إفريقيا حاليا 300 مليون نسمة، ومن المنتظر أن يصل تعداد سكانها بحلول 2050 إلى 600 مليون نسمة، ما يعني أنها سوق كبيرة، وبالرغم من أنها تتبنى أهدافا اقتصادية إلا أنها ساهمت في إحلال السلام والأمن في هذه المنطقة الموجودة غرب إفريقيا، كما أنها تتبنى سياسة مكافحة الفساد والانتشار غير المشروع للأسلحة ومحاربة تبييض الأموال وتعمل على تنفيذ برامج لتحقيق الأمن الغذائي، وهذه محاور مهمة تلتقي مع سياسة المغرب وإستراتيجيته التنموية.
ويذكر أن رئيسة جمهورية ليبيريا إلين جونسون سيرليف، عبرت عن ترحيبها بطلب المغرب الالتحاق بالمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "سيدياو"، وقالت إن الطلب المغربي سيعرض على مجلس رؤساء دول المجموعة في اجتماعه المقبل للبث فيه رسميا وفق المساطر التي تنص عليها الاتفاقية المحدثة للمجموعة.
وكانت دول المنطقة التي تربطها بالمغرب علاقات جيدة وإستراتيجية قد عبرت عن مواقف إيجابية من الطلب المغربي واعتبرت أن التحاق المغرب سيكون قيمة مضافة حقيقية في منطقة يقوم فيها بدور تنموي أساسي.