أكدت تقارير اقتصادية دولية أن المغرب ابتعد كثيرا في مؤشراته التنموية عن الجزائر، وخصوصا على مستوى الاستثمارات الخارجية، إذ تبين الاحصائيات الاخيرة تفوق المغرب على الجزائر سواء من حيث جاذبيته للاستثمارات الأجنبية أو من حيث غزوه للأسواق الافريقية . فقد أكد تقرير صادر عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» أن المغرب أصبح لديه منذ 2012، أكبر اقتصاد في شمال افريقيا، والأكثر جاذبية من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر والسادس في افريقيا. كما أصبح أول مستثمر في منطقة التجمع الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا (سيماك) التي تم إنشاؤها سنة 1994، وتشمل ثمانية بلدان هي: بنين، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، غينيا بيساو، مالي، النيجر، السنغال والطوغو، وتمثل هذه الدول التي تتوفر على عملة موحدة، الفرنك CFA سوقا لأكثر من 70 مليون نسمة. ويتسابق المغرب حاليا من أجل اطلاق العديد من الشراكات الاستراتيجية مع هذه الدول، بما في ذلك الإنشاء التدريجي لمناطق التجارة الحرة، مع دول المنطقة. كما أصبح المغرب أول مستثمر أجنبي في منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا ((WAEMU . ويصنف المغرب من قبل الأونكتاد، ثاني أقوى دولة في افريقيا من حيث تسهيل التجارة، كما يعد وفقا لبعض خبراء الشؤون الافريقية القوة الاقتصادية الخامسة في القارة، بعد جنوب افريقيا وموريشيوس وناميبيا وتونس، غير أن التقلبات السياسية التي طرأت في تونس منذ 2011 اثرت كثيرا في اقتصاده الذي سيحتاج الى وقت طويل قبل أن يتعافى. في المقابل كشف تقرير مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية الصادر مؤخرا أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجزائر تراجعت ب42 في المئة خلال سنة 2012 . وأوضح أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة هوت في الجزائر إلى 1,484 مليار دولار في 2012، مقابل 2,57 مليار دولار في 2011، أي بانخفاض نسبته 42 في المئة. ومقابل ذلك، أشاد التقرير بتعزيز المغرب لرأسماله من الثقة لدى المستثمرين، من خلال تمكنه من جلب 2,5 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث حافظ المغرب على الصعيد الإفريقي على جاذبيته الكبيرة بالنسبة للرساميل الدولية، ب 8 في المئة من رأسمال-الاستثمار في القارة . وتحتضن دول إفريقيا جنوب الصحراء استثمارات مغربية مهمة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم استثمارات المغرب فيها تقدر بنحو 400 مليون دولا متفرقة بين قطاعات الاتصالات و الابناك و البناء والكهرباء و الاستخراج المعدني ..و تمثل افريقيا سوقا ضخمة لأكثر من 800 مليون نسمة، ويتوقع أن تصل، وفقا لتقديرات الأممالمتحدة، الى أكثر من 1.3 مليار نسمة في عام 2030.