ما لا يقوله عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين والأمين العام للعدالة والتنمية، مباشرة يكلف به لسان الحزب، أي صحيفة أخبار اليوم لصاحبها توفيق بوعشرين، الذي يتولى تصريف كل المواقف التي يسعى بنكيران لتمريرها إلى الرأي العام وإلى الجهات المسؤولة، حيث كتبت مقالا في نصف صفحة تحت عنوان "بنكيران يستعد لإرجاع السوارت بعد عودة الملك من الجولة الإفريقية"، وقالت الصحيفة إن بنكيران أوضح أن فرض الاتحاد الاشتراكي إهانة للشعب وأبدى استعداده للانتخابات أو المعارضة. الصحيفة، التي تلعب مع فاعلين متعددين بالداخل والخارج، وصفت خروج بنكيران بالقوي، تمهيدا لتبليغ الرسالة التي أراد الزعيم الإسلامي بعثها مع "الصحفي الفاكتور"، حيث لم يقل بنكيران في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ولا في لقاء الشبيبة الحزبية إنه سيعيد السوارت وإنما قال إنه سيخبر جلالة الملك بحدود مشاوراته، ولكن قال عبر لسان حاله إنه يريد إعادة السوارت.
الطريقة التي يبلغ بها بنكيران رسائله أصبحت مفضوحة لأن الصحيفة المذكورة تشتغل مباشرة مع رئيس الحكومة المعين، ولا يخل عدد من الدفاع عن بنكيران أو تصريف مواقفه أو الطعن في خصومه، وذلك حسب طلبات رئيس الحكومة المعين، وأحيانا يتم إعداد أعداد في مقر البيجيدي بحي الليمون وفق ما أوضح مصدر من الحزب لموقعنا.
فبنكيران يعرف أن السوارت تتعلق بالدكاكين وليس بالحكومة التي تحتاج إلى تعيين ملكي سواء لرئيسها أو أعضائها، واستعمال هذا المصطلح فيه قلة حياء وقلة ذوق من شخص يقود الحكومة، لأن أقصى ما قام به رئيس حكومة إسبانيا المعين لما فشل في تشكيل الحكومة عاد إلى الملك بعد ستين يوما ليخبره بعجزه عن توفير أغلبية لحكومته المقبلة، ولم يزعم ولم يدع أن العفاريت والتماسيح تسببت في البلوكاج.
ولا بد من الإشارة إلى أن بنكيران يجهل كثيرا من القواعد الدستورية، وعلى رأسها أنه في الوضع الراهن يمنح الدستور للملك وحده حق حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة، أما بنكيران فلا يمتلك أي حق في ذلك لأن الدستور يعطي الحق لرئيس الحكومة بعد جمع توقيعات ثلثي مجلس النواب في حل المجلس، لكن بنكيران يحمل اليوم صفة رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة معين وبالتالي ليس رئيس حكومة كما هو منصوص عليه.