كتبت المجلة الأمريكية المؤثرة (ناشيونال إنتريست)، اليوم الثلاثاء، أنه بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أسرته المؤسساتية، تضع المملكة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، "قوة" نموذجها ومكانتها الدولية لفائدة هذا التجمع الاقليمي الذي يواجه اليوم تحديات كبرى مرتبطة بالإرهاب وتدهور أزمة اللاجئين والديموقراطية، وهي مشاكل عدة تهم المصالح والأمن القومي للبلدان الغربية. وأبرزت المجلة، في مقال تحليلي بعنوان "الاتحاد الإفريقي يستحق رؤية جديدة"، من توقيع الناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أحمد الشرعي، أنه "يكفي إلقاء نظرة متفحصة ومتأنية في العالم لكي ندرك أنه ليس هناك أي رهان أكثر إلحاحا بالنسبة للعالم الغربي من مستقبل إفريقيا".
واعتبرت المجلة أنه بالنظر لهذه الأسباب وأخرى مرتبطة بقضايا التنمية المستدامة والتعاون جنوب – جنوب ستأتي عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بقوة نموذجه ومكانته الاقليمية والدولية، لافتة إلى أن عودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية تمت بعد غياب دام 32 سنة، بعد الظلم المرتكب في حقه.
وذكرت في هذا الصدد، أنه "خلال الحرب الباردة، خدم النظام الجزائري كموقع متقدم للاتحاد السوفياتي بالقارة الإفريقية، وعمل من هذا المنطلق على عزل المغرب، الحليف العريق للولايات المتحدةالأمريكية، عن أشقائه الأفارقة".
بل الأنكى من ذلك، تواصل مجلة (ناشيونال إنتريست)، تم "استغلال انفصاليي البوليساريو، المدعومين من قبل النظام الجزائري، لاستخدامهم كرمز ثوري يساري داخل الاتحاد الإفريقي"، لافتة بالمقابل إلى أن حكم التاريخ كان نهائيا، إذ بعد جيل عن ذلك، "بدأت هذه المشاكل تختفي مع إفلاس النظام الجزائري، المرتبط أساسا بتهاوي أسعار النفط ومعها تراجع تأثير الجزائر في محيطها الإقليمي المباشر".
ولاحظت المجلة الأمريكية أنه في الوقت نفسه، "عزز المغرب، بفضل الملكية الدستورية، هياكل الحكامة التعددية، ونوع الاقتصاد في سياق من الازدهار سمح، من بين أشياء أخرى، بتثمين وضمان مساهمة مختلف الفاعلين في المجتمع المدني".
وأبرز كاتب المقال أن "جلالة الملك خصص موارد مهمة لصالح الاندماج الاقليمي وكاستثمارات في إفريقيا تهدف إلى التنمية المستدامة بالقارة، وضمان استتباب الأمن والاستقرار"، مذكرا بأن جلالة الملك قام في هذا السياق بعشرات الزيارات إلى البلدان الإفريقية.
وأشارت (ناشيونال إنتريست) إلى أن جلالة الملك "يعتقد اعتقادا راسخا بالحاجة الملحة لتعزيز وضمان أمن القارة التي يعتبرها جلالته جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة المغربية وللمجموعة الدولية على العموم".
وخلصت المجلة الأمريكية إلى أن "جلالة الملك يرغب في أن يشكل المغرب جسرا بين الحلفاء الغربيين للمملكة والأمم الإفريقية السائرة في طريق النمو"، لافتة إلى أن هذه الرؤية الجيوستراتيجية "تستحق انتباه إدارة الرئيس ترامب، لأن التهديدات الأمنية والأزمات الانسانية، مثلها مثل تثمين الفرص الاقتصادية، من شأنها التأثير بشكل كبير على المجتمع الدولي".